فى رثاء المسرحى محمد الشربينى

الثلاثاء، 23 فبراير 2010 02:18 م
فى رثاء المسرحى محمد الشربينى الكاتب الراحل محمد الشربينى
كتبت منى عبد الستار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يبتعد الموت عن مسرح الثقافة الجماهيرية راح يتلصص من حولنا، ويتصيد أجمل من فينا من الأصدقاء والأحبة، ليتسع الفراغ من حولنا ويسيل المداد برثاء أخير لمحمد الشربينى.. سقط محمد الشربينى.. فسقط جدار آخر مهم كان يحفظ لنا وجودنا ويحفظ وجود مسرحنا المترنح، هكذا دائما يفعل الموت فعلته المأساوية، بالطريقة ذاتها والخديعة ذاتها، والقسوة ذاتها.. ثم يتركنا ويرحل فى هدوء ويسر.

محمد الشربينى.. قامة مسرحية عالية، تخرج فى كلية الآداب قسم الاجتماع، وكتب النقد فى صحف ومجلات مختلفة ومتعددة.. أسس مجلة آفاق المسرح وأدار تحريرها منذ بداية صدورها عام 1996 حتى 2001، عمل مدير تحرير كتاب الثقافة الجديدة، ورئيس تحرير سلسة مسرحيات مصرية، نال درع التفوق فى الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2000 نال جائزة الدولة التشجيعية عام 1995، صدر له عدة مسرحيات، منها (الجلوس خلف الأبواب، فتة عادية البيت فى ميدان الجيزة، الجانب الآخر من النهار، حق اللجوء العاطفى، آخر الفرسان، وليلة سقوط الدنجاوى، كوميدية عائلية).. أما أعماله التلفزيونية فتنوعت بين المسلسلات الطويلة والسهرات والمسلسلات التليفزيونية القصيرة، مثل (الخروج من الدائرة، أحلام عم سيد، رحلة الخوف، قطار الذكريات، بعد السقوط، الاستجابة ، أغنية حزينة) وغيرها الكثير.

كان إيمان محمد الشربينى بمسرح الثقافة الجماهيرية إيمانا عميقا وممتدا، كان عاشقا لإبداعات فنانى الأقاليم ومدعما ومساندا لهم، ولم يبخل بجهده كاتبا، ومعلما وإداريا ومتابعا ومحكما.

لقد نفض التراب عن كثير من مسارح الثقافة الجماهيرية، بل نفض التراب عن واقع ثقافى بأكمله الذى انطوى عليه هذا المسرح.. هذا الهامش الذى الذى جعله الشربينى بجهده وعرقه ومثابرته فضاء رحبا وقويا فكل الإبداعات ترتبط فى الأصل بلغة الهوامش والأطراف.

لم يكن ضروريا أن تعرف الشربينى معرفة شخصية فهو دائما كما كان يكتب، وبالأخص فى عموده الأكثر شهرة (ابن الذين).

محمد الشربينى ذلك الوادع أبدا..الرائق أبدا..والعذب أبدا ، العابر للزمان والمكان لا ضغائن ولا أحقاد ولا رغبة فى هيمنة، ولا إدارة بلا كمنجات، أخذ الحب كله والمسرح كله، والعناء كله، وأعطانا خلوده الممتد امتداد الزمن، دحض حجة العابر دونهم، فكان مثاليا طوال الوقت، مطاردا لفردوس مفقود، عاش باستحقاق وجدارة، ومات بعدما أعد حقيبته بأناقته وعذوبته المعهودة، ذاهبا من هنا إلى هناك دون ضجيج كعادته فلماذا رحلت؟ هل امتلأت بكل أسباب الرحيل؟

فليس من حقك أن تأخذ هذا القرار فأنت لست لك، أنت لنا جميعا، ولكن عزاءنا الوحيد، أن الليلة كل موتانا الذين فقدناهم قبلك سيطرقون باب قبرك فهنيئا لهم أنت، أما نحن فعلى موعد دائم مع البكاء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة