خبر انتظار موافقة الفنانة نجلاء فتحى على بطولة فيلم " يوم للستات " والذى من المقرر أن يشاركها البطولة فيه إلهام شاهين أثار حالة من الترقب والشغف انتابت جميع العاملين فى الوسط الفنى وخارجه خصوصا بعد غيابها عن العمل السينمائى على مدار عشر سنوات منذ تقديمها لآخر أعمالها "كونشرتو فى درب السعادة" عام 2000.
ورغم أن البعض يرى فى عودة نجلاء للسينما مكسبا خاصة، وأن غيابها ترك فراغا كبيرا، كما سيعد إنجازا لصناع هذا الفيلم، لاسيما وأن هناك أفلام كثيرة عرضت عليها ولم تقبل العودة.
نجلاء فتحى هى أرق وجه فنى استقبلته السينما المصرية خلال فترة السبعينيات من القرن الماضى حتى أن الكثيرين غالباً ما كانوا يلقبونها بالوجه الملائكى، نظراً للبراءة التى كانت تملاء حدقة عينيها، إضافة إلى ملامحها الهادئة وصوتها الذى يتميز بوجود "بحة" ميزتها عن غيرها من زميلاتها فى الوسط الفنى.
بدأت نجلاء رحلتها الفنية بعد أن اكتشفها المنتج والكاتب عدلى المولد والفنان عبد الحليم حافظ والذى صمم على تغيير اسمها من فاطمة الزهراء حسين فتحى إلى "نجلاء فتحى" حيث أسندوا لها دوراً فى فيلم "الأصدقاء الثلاثة" عام 1966 لتقدم بعدها أولى بطولتها السينمائية مع المنتج رمسيس نجيب والذى قدمها من خلال فيلم "أفراح" للمخرج أحمد بدرخان عام 1968.
ومن أهم الأفلام التى قدمتها نجلاء خلال هذه الفترة الأقوياء، أنا فى عينيه، وداعا للعذاب، الشريدة، حب لا يرى الشمس، أقوى من الأيام، أذكرينى، رحلة النسيان، إسكندرية ليه، حب فوق البركان، جنون الحب، سونيا والمجنون، لا وقت للدموع، صابرين، حب أحلى من الحب، أجمل أيام حياتى، الوفاء العظيم، بدور، أبو ربيع، دمى ودموعى وابتسامتى.
ومنذ منتصف الثمانينات تمردت نجلاء فتحى على ملامحها الهادئة لتبدأ فى تقديم سلسلة جديدة من الأفلام تمثل قوة المرأة فى هذا الوقت حيث قدمت فيلم "المرأة الحديدية" والذى جسدت من خلاله شخصية امرأة تنتقم من خمسة أشخاص كانوا السبب فى قتل زوجها، كذلك فيلم "عفواً أيها القانون" والذى زاد من شهرة نجلاء فى هذه الفترة حيث جسدت شخصية الزوجة المخدوعة فى زوجها الذى خانها أثناء غيابها عن المنزل مما دفعها إلى إطلاق الرصاص عليه.
وأيضاً فيلم "أحلام هند وكاميليا" أمام الراحل أحمد زكى، و"سوبر ماركت" والفيلمان قدمتهما مع المخرج محمد خان الذى تعمد من خلالهما إظهارها بشكل مختلف عن مجمل أعمالها التى قدمتها خلال مشوارها الفنى.
وجاء فيلم "الجراج" ليؤكد على نجومية نجلاء فتحى المعهودة وذلك من خلال تجسيدها لدور الزوجة والأم المظلومة التى يتركها زوجها فجأة لتبدأ فى مواجهة الحياة الصعبة وتربية أبنائها من خلال عملها فى الجراج رغم علمها بمداهمة مرض السرطان لها.
ورغم أن نجلاء فتحى كانت نجمة السينما الأولى فى مصر خلال فترة السبعينات والثمانينات إلا أن تكريمها من بلدها جاء متأخراً جداً وذلك من خلال مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته 27 عام 2003 فى الوقت الذى طافت فيه نجلاء فى كثير من البلدان العربية والتى نالت فيها العديد من التكريمات إضافة إلى حصولها جائزة الموريكس الذهبية كأفضل نجمة عربية.
قبول نجلاء فتحى بطولة الفيلم ربما يعنى أملاً جديدا فى عودة الاهتمام بسينما المرأة من جديد، بعد سنوات من تهميش دورها فى كثير من الأفلام السينمائية التى قدمت خلال الفترة الماضية كانت البطلة فيها مجرد سنيدة إلى نجم العمل، فهل تعود نجلاء؟