حالة من الارتباك والتضارب يشهدها مؤتمر رابطة الأنساب الهاشمية السعودية الذى كان مقررا له الانعقاد بالقاهرة صباح اليوم الثلاثاء بأحد الفنادق الكبرى بالعاصمة.
فيما واصلت الجهة المنظمة للمؤتمر إرسال دعواتها لحضور المؤتمر فى الموعد والمكان المحددين بالفندق، أكدت إدارة الفندق أنه تم إلغاء حجز المؤتمر منذ الخميس الماضى، وأن الإدارة أعادت جميع المبالغ المالية التى تم دفعها مقابل الحجز، وهو ما رفض منظمو المؤتمر التعليق عليه حتى مساء أمس الاثنين، مؤكدين أن المؤتمر سيتم فى موعده، ومكانه المحددين دون أى تغيير.
إلا أن الحاضرين فوجئوا صباح اليوم، الثلاثاء، بإدارة الفندق تؤكد لهم أنه لا يوجد مؤتمر باسم الرابطة الهاشمية أو الأشراف داخل الفندق، والمثير للدهشة أن من بين الحاضرين عددا من الأشراف المصريين والعرب الذين لم يتم إبلاغهم بتغيير أو إلغاء المؤتمر.
فيما يمكث الآن عدد من حضور المؤتمر موزعين بين فندقين شهيرين بالقاهرة فى انتظار أنباء عن عقده أو إلغائه.
وأصرت الجهة المنظمة للمؤتمر على نفى إلغائه مؤكدين أن كل ما حدث هو مجرد تغيير فى موعد المؤتمر، وأنه سيتم فى نفس المكان لكن فى الخامسة من مساء اليوم، الثلاثاء، إلا أنهم رفضوا التعليق على السبب فى عدم إبلاغ الحاضرين بالتغييرات التى تمت فى الموعد.
مصادر مطلعة أكدت أن المؤتمر كان قد تم إلغاؤه بالفعل بسبب عدم حصول المؤتمر على التصاريح المطلوبة من الجهات الأمنية المصرية، خاصة وأن الاتفاق بين الجهة المنظمة للمؤتمر، ومسئولين مصريين كان ينص على أن تتم فعاليات المؤتمر دون إثارة دعاية إعلامية حوله، وهو ما لم تلتزم به إدارة المؤتمر.
وأضافت المصادر أن ما زاد من أزمة تنظيم مؤتمر "صلة 2" هذا العام بخلاف العام الماضى، أنه كان يتم فى العام الماضى برعاية وتواجد مسئول سعودى رفيع المستوى من السفارة السعودية، وهو ما لم يحظ به المؤتمر هذا العام، حيث أشار برنامج المؤتمر إلى أن الملحق الثقافى السعودى سيكون من بين الحاضرين، غير أن محمد العقيل الملحق الثقافى بالسفارة السعودية، نفى أى علم له بالمؤتمر، وقال إنه حالياً فى إجازة خارج مصر ولا توجد لديه أى معلومات حول المؤتمر المذكور وهو ما يشير إلى أن السفارة السعودية فضلت عدم التدخل بأى شكل من الأشكال فى مؤتمر رابطة الأنساب الهاشمية.
ولا يحظى مؤتمر الرابطة على الجانب الآخر بترحاب نقابة الأشراف المصرية على الرغم من حرص منظمى المؤتمر على تضمين برنامج الجلسة الختامية للمؤتمر كلمة لمحمود الشريف نقيب الأشراف، وإصرار رئيس المؤتمر على أن الشريف مدعو للحضور.
نقيب الأشراف كان قد تجاهل الدعوة لحضور المؤتمر العام الماضى، فيما أشارت مصادر من داخل نقابة الأشراف إلى أن النقيب لا يحضر أى فعاليات إلا إذا كانت حاصلة على جميع الموافقات الأمنية المطلوبة.
وأضافت المصادر أن الدعوة لم تقدم على الإطلاق هذا العام لنقيب الأشراف لحضور المؤتمر، وهو ما نفته على الجهة الأخرى الجهة المنظمة للمؤتمر، والتى أكدت أن محمود الشريف مدعو للحضور، وأنه لا توجد أى خلافات بين نقابة الأشراف ورابطة الأنساب الهاشمية بالسعودية، خاصة وأن القائمين على الرابطة مؤمنون بأن أشراف الحجاز هم أصل الأشراف فى العالم، وأن الأشراف المصريين هم جزء منهم وليس العكس.
المؤتمر الذى يعد الثانى من نوعه بالقاهرة برعاية رابطة الأنساب الهاشمية السعودية بجدة، كان يضم عدداً كبيراً من أشراف الحجاز، وعلى رأسهم محمد بن على الحسنى الرئيس العام للرابطة، وجيلان السيد النهارى، المدير التنفيذى للمؤتمر، سعد بن عبد المحسن، ومالك حسين ومن مصر علاء الدين بكير أمين الرابطة الهاشمية فى مصر، وعضو نقابة الاشراف، بالإضافة إلى عدد من أشراف العالم العربى.
ويهدف المؤتمر حسب منظميه إلى "حماية النسب الشريف من التزوير والتحريف، ونشر الوعى المذهبى والأخلاقى للسلف الصالح، وجمع الأسر الشريفة لآل البيت" كما تضمن برنامج المؤتمر محاضرات لمهاجمة أتباع المذهب الشيعى.
وسط تضارب بين التأجيل والإلغاء..
الملحق الثقافى السعودى ينفى علمه بإقامة مؤتمر"الأنساب الهاشمية"
الثلاثاء، 23 فبراير 2010 03:50 م