الشماس راجى صالح يكتب: ردا على دعوة تحريم عيد الحب

الثلاثاء، 23 فبراير 2010 03:54 م
الشماس راجى صالح يكتب: ردا على دعوة تحريم عيد الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأت فى جريدة اليوم السابع يوم الأحد 14 فبراير 2010، خبر عن دعوة الشيخ خالد الجندى لتحريم عيد الحب، حيث وجه الداعية خالد الجندى، نداء إلى الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية، للدعوة لعدم الاحتفال بعيد الحب.

وقال الشيخ خالد إن الاحتفال بعيد الحب الذى يوافق 14 فبراير مخالف للشريعة الإسلامية، وأوضح الجندى أن تسمية عيد الحب بـ"الفالنتين" مقتبس من اسم القديس فالنتين ذلك الذى كان يسهل أمور"الإباحية".

كما أكد الجندى أن عيد الحب زائف وليست له أى علاقة بالديانة الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية قائلا "كل عاشق وعاشقة يشوف لون الدباديب والهدايا الحمراء المنتشرة فى الشوارع يفتكر جهنم".

وبعد قرأت المقال أود أن أذّكر الشيخ خالد الجندى ببعض الأمور:
أولا: عيد الحب ليس دعوة للاباحية، فالله محبة وكل الصفات التى تقال عن الله تنبع أساسا من المحبة، ودعوة الله للانسان أن يعيش فى المحبة ويلتزم بميثاق المحبة مع خالقه ومع قريبه الإنسان.

ثانيا: القديس فالنتين الذى عاش فى القرن الثانى أو الثالث الميلادى كان يدافع عن الحب، حيث إن الامبراطور كان يمنع الشباب من الزواج، نظرا لأن الامبراطورية منشغلة فى الحروب، وكان يمنع الشباب من الزواج حتى لا يتركوا زوجاتهم أرامل وأطفالهم أيتام، مما يكلف الإمبراطورية مصاريف معيشتهم ورعايتهم.

فكان القديس فالنتين يحامى عن الشباب ويدافع عن حبهم وعن رغبتهم فى تكوين أسرة ـ لا أن يشجعهم على الإباحية ـ فكان يزوجهم سرا، فهو كان يدافع عن الحب وعن حق كل إنسان فى أن يتزوج وحقه فى اختيار شريك حياته، وعندما علم الإمبراطور بأمره أمر بقتله، وبذلك مات شهيدا مدافعا عن الحب.

الشيخ العزيز خالد الجندي..
كان القديس فالنتين يدافع عن الحب وعن الزواج، وليس عن الاباحية، فالحب ليس فعلا إباحيا، وعلينا أن نعلم أولادنا أن يحبوا أصدقائهم ويضحوا من أجلهم، كفاهم سماعا عن أخبار الحروب والقتل والاغتصاب، دعهم يستمتعون بالحب ونعلمهم حضارة الحب.

ومع احترامى الشديد لآراءك، فتخصيص يوما فى السنة للاحتفال بالحب ليس أمرا إباحيا، وأنا أختلف معك أن الاحتفال بعيد الحب ضد التقاليد الاسلامية، فما المانع من أن نربى أولادنا أن يحبوا بعضهم البعض. ومن الطبيعى أنه يوجد تجاوزات فى مظاهر الاحتفال، ولكن هذا لا يعنى أن نلغى الاحتفال ونركز على الكراهية والتعصب ونربى أطفالنا عليها، بل علينا أن نوجه الشباب والشعب أن يسلكوا سلوكا أكثر حضارية من اقتصار العيد على الاستهلاك، وإلا بهذا المنطق تماما، يحق لسيادتكم الدعوة لالغاء الاحتفال بشهر رمضان من كل عام، فهناك أشخاص يقتصر شهر رمضان المبارك بالنسبة لهم على مشاهدة المسلسلات التليفزيونية والفوازير وشراء الياميش واقامة الولائم، فهم فرغوا المعنى الروحى العميق لهذا الشهر فى ممارسات استهلاكية فقط، ولكن التصرف المنطقى والتربوى والذى يقوم به الكثير من الدعاة والمفكرين المستنيرين هو توجيه الناس وتنبيههم إلى تجنب السلوكيات الخاطئة واتباع السلوكيات الحميدة.

وكل عيد حب وأنتم بخير.

* كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة