هند ماهر تكتب: سلامات يا تطور

قرأت فى إحدى الصحف العربية نقلا عن وكالة (رويترز) خبرا يقول، إن أمن المطار الأمريكى استوقف طالبا أمريكيا معه بطاقة كتب على أحد وجهها بالإنجليزية وعلى الوجه الآخر باللغة العربية, اتضح أن الطالب يدرس اللغات وكان اعتراض الأمن الأمريكى فى المطار على تعلمه اللغة العربية قائلا"ألا تعرف أن هذه اللغة لغة بن لادن" هذا الخبر استوقفنى و تذكرت بعض الشباب فى مصر الذى يفترش زجاج سيارتهم الخلفى بالعلم الأمريكى و الأدهى والأمر هو أن اللغة الإنجليزية أصبحت متداولة فى أحاديث الشباب على اعتبار أن هذا الشاب و تلك الفتاة (كوووول).

والإنجليزية من أمارات و علامات التمدن و الرقى و التطور أضف إلى لغة الفرنجة الملابس و القبعات (الكابات ) التى تحمل علم أمريكا المحروسة والأفلام الأمريكية اللى مدوخاكم ومدوخانى والوجبات الأمريكية بالسم الهارى ناهيك عن تسقيط البنطال على طريقة الشياطين الأمريكان الشاذة.

كله كوم و حلم السفر و أخذ الجنسية الأمريكية كوم ثانى . التمدن و الحضارة ليسا جريمة أو خطيئة فعلينا أن نساير العالم و نتطور هناك سؤال يقحم نفسه. ألهذه الدرجة أنعدم الدم الذى يجرى فى عروقنا عندما نسير لاهثين وراء صيحاتهم المقززة ككلاب الشوارع الضالة ؟ هل التطور هو التقليد كالقرود أو الترديد كالببغاوات فقط ؟ أنا شخصيا لا أسمع عن شخص اقتفى أثر علماء أو نبغاء أو حكماء أو حتى ساسة من ساستهم الأشاوس.

علينا أن لا نلوم العالم الغربى قاطبا على نظرته لنا . فقبل أن نطلب منهم احترامنا علينا أن نحترم نحن أنفسنا. فاللغة هى أول درجة فى سلم الهوية و نحن نتخلى عن هويتنا و نلقى بها فى غيابات الجب.