موسى: وضع الأمم المتحدة الحالى خطر على الشرق الأوسط

الإثنين، 22 فبراير 2010 05:25 م
موسى: وضع الأمم المتحدة الحالى خطر على الشرق الأوسط عمرو موسى فى اللقاء الذى نظمته الجامعة الأمريكية
كتب محمد البديوى - تصوير ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، أن الاستقبال الحافل للبر ادعى يدل على الرغبة فى إحداث تغيير وحراك سياسى فى المجتمع، لافتًا إلى أن البر ادعى لم يعلن صراحة عن خوضه لانتخابات الرئاسة القادمة، وإنما أعلن عن رغبة فى إحداث حراك وتغيير نحو الديمقراطية، ونحن نتفق معه، ورفض موسى التعليق حول ترشحه للرئاسة قائلا: "لننحِ هذا السؤال جانبا" مؤكدا أن الجميع يهدف إلى التغيير.

وقال موسى فى اللقاء الذى نظمته الجامعة الأمريكية بعنوان "فى ذكرى نادية يونس: تحقيق المصالحة فى العراق والاستقرار فى المنطقة" مساء أمس، الأحد، إن مصر تمر بمرحلة سياسية هامة وغامضة والكل يتحدث عن مستقبلها فى الفترة المقبلة، والكل هنا يسأل ويناقش، وأقول نحن قلقون على مستقبل مصر، وهذا حقنا، وإن لم نشعر بالقلق فهذا معناه أننا نرتكب خطأ وجرما"

وانتقد موسى دور الأمم المتحدة فى تحقيق المصالحة فى العراق والاستقرار فى المنطقة، مؤكدا أنه يشعر أن استمرار الأمم المتحدة على الوضع الحالى "خطر" على الشرق الأوسط بأكمله وقال "المنظمة أصبحت تحتاج إلى الدعم والدفاع عنها ولا يجب تهميشها".

واتهم موسى أصابع أجنبية بأنها عطلت الدعم الذى قدمته الجامعة العربية للعراق للوصول إلى تسوية بين الفصائل العراقية وقال "اعتقدنا فى 2005 و2006 أننا حققنا تسوية، ولكن القادة العراقيين الذين وقعوا الاتفاقات معنا للبدء فى تسوية لم يلتزموا بكلمتهم".

وطرح موسى جدول أعمال لتؤدى من خلاله "الأمم المتحدة" دورها، مقترحا أن تتقدم الأمم المتحدة بالخوض فى إنشاء أنظمة ديمقراطية والدفاع عن الحكم الرشيد الذى يجب أن يكون على أولويات جدول أعمالها".

ووصف دورها فى العراق بأنه ينطبق عليه وصف "إدارة الأزمة فقط" مما خلق إحباطا شديدا، مؤكدا أن الجميع كانوا ينتظرون مساهمتها فى المرور من الأزمة، والتعامل مع التحديات، والوقوف بجانب الحق، وحل مشكلة الصراعات، وخروج التواجد العسكرى من العراق، مشيرا إلى أن دورها مع الجامعة العربية فى العراق فى الفترة المقبلة هو الوصول إلى تسوية ودعم الانتخابات مع مشاركة جميع الأحزاب.

وزير الخارجية الأسبق اعترف بيأسه وإخفاقه فى الوصول لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى الذى اعتبره سبب عدم الاستقرار فى المنطقة، وقال "أشعر أكثر وأكثر أن جيلنا قد لا يكون قادرا على حل هذه المشكلة، وهذا يعنى للأسف أن ننتظر الأجيال المقبلة، ويعلم الله مدى عواقب هذا التأخير، وبصفتى مصرى وسياسى ودبلوماسى أعترف أننا أخفقنا مرة تلو الأخرى حتى أصبحت الأزمة مزمنة وبدت مستحيلة بالنسبة للبعض".

وأكمل موسى "إننا مارسنا وجربنا كل المناهج وبدأنا الإجراءات خطوة بخطوة، ولكن تهميش دور الأمم المتحدة والحصانة التى يتم منحها لإسرائيل يؤدى دائما إلى الإخفاق فى حل الأزمة، وهو ما يجب عدم استمراره فى ظل التمادى الإسرائيلى ورفضها تجميد المستوطنات"، لافتا إلى أن التغيير الجيموغرافى فى خريطة الأرض الفلسطينية كل يوم عن طريق استمرار المستوطنات يقتل فكرة الجلوس مع الإسرائيليين والتفاوض معهم.

واستدرك موسى قائلا "إنه مع هذا الوضع المؤسف فإننا يجب أن نعطى مبادرة وخطة أوباما للسلام فرصة رغم الشكوك الكثيرة بخصوصها"، مضيفا أن الأسبوع المقبل ستكون هناك مناقشات للعرض الأمريكى والقرارات الإسرائيلية، كما ستكون الشهور القليلة المقبلة حاسمة وفيها يتم تحقيق خطوة للأمام أو سيتم إجبار الجميع على تحمل عواقب فشل آخر.

وتطرق موسى فى إجابته على الأسئلة إلى دور مصر فى عملية السلام فى الصراع العربى الإسرائيلى معترفا بتراجع دورها حيث قال "مصر لاعب رئيسى فى بناء السلام، ولكن الظروف تغيرت، وهناك لاعبون كثيرون حاليا، وكلنا مشتركون حاليا فى لحظة حرجة تحقيق السلام"، وأكد أنه يجب على مصر أن يكون الباب مفتوحا أمام الفلسطينيين، وأن يكون المعبر مفتوحا أمام الأسر الفلسطينية الفقيرة وأن يكون إغلاقه هو الاستثناء، مشيرا فى الوقت نفسه إلى حق مصر فى بناء الجدار العازل.

وفى حديثه عن العلاقات العربية الإيرانية أكد أن إيران دولة كبيرة ليست عربية فى الشرق الأوسط وأنها "جار" لنا وستظل كذلك حتى نهاية التاريخ، ولها الحق فى أن يكون لديها طموحها نحو مكانة أكبر فى الشرق الأوسط، ولكن بطريقة صحيحة، وهذا يدعو الجانب العربى إلى أن يكون حذرا فى إطار السعى إلى استقرار المنطقة.

وربط موسى البرنامج النووى الإيرانى بالإسرائيلى، مؤكدا أنه البرنامج الإيرانى "الذى لم يثبت حتى الآن" خطر على الشرق الأوسط، ولكن لا يمكن الحديث عنه إلا إذا تحدثنا عن البرنامج الإسرائيلى الأشد خطورة، فى ظل سعى الجميع إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

ودعا موسى الدول العربية إلى إنهاء القطيعة مع إيران، قائلا إنه جيب علينا نحن العرب أن نتحدث ونتناقش ونتفاوض معهم رغم خلافاتنا الخطيرة معهم، وخلافاتهم الخطيرة معنا، ولكنهم جيراننا ولا يجب أن نعتبرهم أو يكونوا أعداءنا، لأنه يجب ألا تكون هناك فرصة للعداء فى الخمسين سنة المقبلة.

وفى نهاية اللقاء تجاهل موسى الإجابة على سؤال أحد الطلاب الذى سأل لماذا يطلب العرب السلام فى كل وقت فى حين تنقض إسرائيل الاتفاقات وتبدأ هى بالاعتداء، وقال ضاحكا "أنت على حق سيدى، وعلى "معتز" "مقدم الندوة" أن يفعل شيئا"، وفى نهاية الحوار حرص بعض الطلاب على التقاط صور معه وطالبوه بالترشح لرئاسة الجمهورية، وهو الاقتراح الذى قابله موسى بابتسامة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة