كلما حاول العقلاء من أبناء هذا الوطن فى إطفاء نار الفتنة وتبدأ جهودهم تكلل بالنجاح, نجد أن هناك وعلى الطرف الآخر من يسكب الزيت على النار حتى تزداد اشتعالا, بل لاتهدأ الخواطر بالتقاط الأنفاس – بل يعملون وبشدة على وبسرعة على زيادة عوامل الفتنة.
هل فكر مثيروا الأحقاد والفتنة بأنه إذا اشتعلت النار فى مصر - ضمنوا بأنهم سوف يكونوا فى منأى عنها, أو أنهم سوف يلجأون إلى جبل عالٍ يعصمهم من النار، أم ليس فى خاطرهم سوى عشق الدمار.
كلنا كمصريين نعلم بأن هناك مشكلة واستحقاقات للإخوة المصريين الشركاء فى هذا الوطن – لكن من الواضح بأن المشكلة أخطر وأكبر من ذلك بكثير، وساذج من يعتقد بأن إصدار قانون دور العبادة الموحد هو الحل لتلك المشاكل، وحسن النية من يتصور أو يتخيل بأن الحياة سوف تكون وردية ومخملية وتعود للإخوة والجيرة نفس مصداقيتها القديمة.
فقد طالعتنا جريدة المصريون الإلكترونية بالتصريح التالى
"الكنيسة الإنجيلية تدين اعتقال الإخوان المسلمين, والكاثوليكية تمتنع عن التعليق, والأرثوذكسية تؤيد الاعتقالات"
خبر قد يمر على البعض – وقد يتوقف أمامه البعض الآخر. فالمواطن العادى يعيش حالة من الأمية أضف إلى ذلك الأمية الدينية للكثيرين والأمية السياسية للغالبية العظمى من الشعب.
هل يعرف المواطن العادى المسلم الفرق بين الفرق الثلاث أم فى مخيلته وتفكيره بأن المسيحيين هم صنف واحد، ويصبح فى قناعتهم بأن الكنيسة تقف ضد الإسلام والمسلمين.
حتى ولو كان لبعض المسلمين موقفا معارضا لفكر الإخوان المسلمين – إلا أنهم فى هذه الحالة سوف يكون تعصبهم لمن هو مسلم طالما التأييد للاعقتالات جاء من غير المسلمين.
ثم ما هو دخل الكنيسة على فرض أن الإخوان المسلمين يشكلون خطرا على الدولة وعلى النظام, وهل فرضت الوصايا على النظام؟ أم هى شريكة فى اتخاذ القرارات الأمنية؟
نحن نبحث عن المواطنة وعلى ألا يتدخل الدين فى السياسة أى دين, ففى الوقت الذى تنادون فيه بتغيير المادة الثانية من الدستور – والتى نعلم جيدا بأنها غير مفعلة وما نحن إلا دولة تسير بخطى ثابتة وسريعة نحو العلمانية, وتنددون بتدخل الدين فى السياسة والدولة تجد أن الكنيسة هى السباقة فى تسييس الدين, ووضع آليات لخدمة موقفها التفاوضى والمبتز للنظام.
ليس بخفى على الكنيسة ورموزها بأن مابين الإخوان والنظام ماهو إلا صراعا على السلطة, وليس على ثوابت أمن الوطن وأمانه, فإننا نناشد أهل الحق والحكمة بألا يلعبوا بالكبريت – فنحن نعرف المثل الذى يقول اللى بيلعب بالكبريت يحرقه" ليكن دور الكنيسة فى رعاية شعبها ورعاياها – دون اللعب بالسياسة ودون مناصرة فريق على الآخر.
تلك نصيحة لمن يعيش وسط الناس وبداخلهم، وأحرص الناس على إخوانه المصريين ومن نار قد تشتعل ولا نعرف إلى أى مدى, يمكن أن تنكون خطورتها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة