فى عامها الرابع توجهت جائزة الشيخ زايد فى مجال النشر لدار نهضة مصر، لتتوج جهد ستة عقود من العمل المستمر فى كافة مجالات النشر، اليوم السابع التقى بالناشرة داليا إبراهيم نائب رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر وكان لنا هذا الحوار.
هل جاء توقيت حصول دار نهضة مصر على جائزة الشيخ زايد متأخرا؟
من وجهة نظرى نحن نستحق الحصول عليها منذ أن بدأ الإعلان عنها، لكنها حجبت عامين، وحصل عليها العام الماضى الناشر محمد رشاد وهو قدير بها وأهل لها، وأعتقد إننا أخطأنا فى حق أنفسنا عندما أسندنا مهمة التقدم للجائزة لأحد المسئولين عن هذه الملفات داخل نهضة مصر، وهذا هو طبيعة العمل المؤسسى، لكن هذا العام قامت الإدارة العليا لنهضة مصر بالعمل على ملف الجائزة، وطريقة تقديم المعلومة والكراسة التى تحويها، ومجرد أن عملنا ذلك، حصلنا على الجائزة التى أعتقد أننا نستحقها تبعا للعمق وتطور النشاط الذى تمارسه دار نهضة مصر.
ما هى أكثر النقاط التى ركزتم عليها فى كراسة جائزة الشيخ زايد؟
نحن دار نشر للأسرة العربية، فننشر جميع أنواع كتب الأطفال كما نركز على كل الأنماط المناسبة له من خلال الكتاب، وكذلك من خلال المجلة، وأسطوانات "السى دى" بكل أنواعها، وتحوى أغانى وقصص كذلك تخصصنا فى الكتاب المسموع، والكتاب التعليمى الإليكترونى.
وتضيف داليا إبراهيم، دار نهضة مصر رقم واحد فى مجال كتب الأطفال وحصلنا فى هذا المجال على سبع جوائز، كما حصلنا على المراكز الأولى فى جوائز سوزان مبارك الثلاث فى مجال قصة الأطفال، والكتب العلمية، والبرمجيات، طبعا بجانب الخط التعليمى الذى بدأته الدار من أول يوم والذى نشره جدى أحمد إبراهيم، فنحن لم نغلق على أنفسنا الباب، ونمتلك أكبر المطابع فى العالم العربى بطاقة إنتاجية نصف مليون كتاب فى اليوم الواحد، إضافة إلى حصولنا على شهادة الأيزو بفئاتها الثلاث، وهى 9000 و 14000و 18000، فهناك عناصر قوة كثيرة يمكن أن تكون إجابة سؤالك وسبب حصولنا على الجائزة.
لكن الدار تفوقت فيما ذكرت وتأخرت فى تقديم أعمال المبدعين الكبار؟
بالعكس جدى أحمد إبراهيم كان له الريادة فى هذا المجال، وكان ناشر أعمال الدكتور مصطفى مشرفة والعقاد وغنيمى هلال، ومندور، والأستاذ محمد المعلم رحمه الله نشر كتبه عندنا قبل تأسيس الشروق، لكن حدث بعدها أن انصب أهتمامنا على مجال آخر، فاهتم والدى محمد إبراهيم بالاستثمارات، وهو من طور الطباعة فى نهضة مصر، وأهتم بمشروعات عقارية أخرى بعيدة عن النشر، منها مثلا إنشاء برج نهضة مصر المقر الرئيسى للدار.
ولماذا اخترتم إعادة طبع أعمال يوسف إدريس ويحيى حقى للعودة للنشر الأدبى؟
النشر فى العالم العربى كان يركز أكثر على الكتب السياسية والدينية، وعندما بدأت أهتمامات القراء بالكتب الثقافية، كنا بالفعل أثبتنا وجودنا فى مجال كتب الأطفال، فأتجهنا للأهتمام بمجال آخر، وتركيزنا على الأدب كان دافعه إحترام الأدباء الكبار، والحفاظ على التراث الكبير الذى خلفوه.
رغم امتلاك الدار لمطابعها، هل تواجهكم ما يواجه الناشرين من المشكلات الأخرى مثل الورق وجودة الطباعة وغيرها؟
ليس لدينا مشكلات فى جودة الطباعة، وشركة "ديزنى" ترسل لنا كل عام زيارة دورية غرضها التأكد من جودة الطباعة وطريقة العمل، وحتى معاملة الموظفين والرؤساء، وذلك لكى تستمر فى الموافقة على طباعة كتبها فى مطابعنا لكن هناك مشكلة كبيرة نواجهها فعلا، وهى أن طاقتنا أكبر من احتياجات السوق المصرى، والعربى.
إذن لديكم مشكلة فى تسويق إنتاجكم؟
زمان كنا نعمل فى صمت، ولم يكن فى حساباتنا جانب التسويق والعلاقات العامة، لكننا تجاوزنا هذا الأمر، والتصدير عندنا الآن جيد جدا، المشكلة أننا بحاجة لزيادة طاقتنا الإنتاجية لكى تصل إلى رقم النصف مليون الذى ذكرته لك، لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك، والسبب أن السوق المصرية والعربى رغم تطور الثقافة لن يستوعبها.
كيف تواجه نهضة مصر المنافسة من الكبار الآخرين خصوصا على المشروعات الكبرى مثل مشروع المنحة الأمريكية الأخير الذى فزتم به؟
بالنسبة لهذه المشروعات، كان أمامنا خيار من اثنين، إما إتحاد العمالقة الكبار، وننسى الناشرين الصغار، وهذا الخيار كان سيضمن لنا المنحة مائة فى المائة، لكن والدى محمد إبراهيم رئيس مجلس الإدارة أصر على ألا يتجاهل الناشرين الصغار، وقرر أن يجمعهم، ويعطيهم نصيبهم، وهذا هو ما تم، وطلب من الناشرين أن يعطوه كتابا جيدا من حيث المحتوى، وتكفلنا نحن بشراء الورق، وأخذ المخاطرة، والطباعة، وتحملنا حتى توزيع الكتب على المدارس، وتسليم الناشرين أموالهم.
وما هو مكسب نهضة مصر فى ذلك؟
هناك مكسب طبعا، وهو خدمة الناس، زملائك فى المهنة، فأنت مش عايش لوحدك، والناشر الكبير يجب أن يتقى الله فى زملائه، ووالدى لم يتعود أن يعيش لوحده، وعنده نظرية تقول: لو مطعم فتح فى شارع، الأفضل له أن يفتح بجواره أكثر من مطعم، لكى تنتعش الصناعة كلها، وصدقنى أن الصفقة كانت من الممكن أن تكون من نصيب ثلاثة ناشرين كبار، لكننا حصلنا فى المقابل أيضا على قيمة مالية إضافية من أجل تحقيق إنجاز غير مسبوق، وقام والدى محمد إبراهيم بتوزيع هذه القيمة بنسبة متساوية على كل الناشرين المشاركين فى المنحة.
لماذا طرحت نهضة مصر أعمال المبدعين الشبان فى معرض الكتاب بأسعار زهيدة مثل 5 جنيهات و6 جنيهات؟
هذه كانت أسعار خاصة بالمعرض، وتركيبتنا الإنسانية تجعلنا لا نغالى فى أسعار الكتب، فلا نفكر بمنطق " الناس عاوزاه يلا أرفع سعره" خصوصا إن من سيشتريها الشباب، ونحاول أن نكون معقولين، لا نضر أنفسنا، ولا نضر الآخرين، وهذه الأعمال كانت خط إنتاجى جديد، نعلم أننا ننافس بها ناشرين آخرين، والسعر نوع من أنواع الجذب والتسويق للكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة