أكد عدد من الخبراء المهتمين بالشأن السودانى بالقاهرة على أن السودان سيشهد حالة من النضوج السياسى و"عرس" انتخابى فى الفترة المقبلة لم يشهد لها مثيلا فى تاريخه السياسى السابق، مؤكدين على أن رموز الفكر والسياسة فى السودان دعوا مؤخرا إلى ضرورة وحدة السودان وتمسكه، معتبرين أن الخروج عن الوحدة هو خروج عن مصالح الشعب السودانى ووحدته.
جاء ذلك فى ندوة المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط التى عقدت صباح اليوم تحت عنوان "الأوضاع فى السودان فى ضوء الانتخابات الرئاسية القادمة"، حيث أكد الدكتور سيد فلفيل أستاذ التاريخ والعميد الأسبق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية على أنه يجب مراعاة البعد الإقليمى والقبلى داخل الأقاليم السودانية الرئيسية قبل بدء الإنتخابات، موضحا أن هناك متغيرات فى الأحزاب السياسية بالشمال تمثل عقبة جديدة فى الانتخابات المقبلة، بالإضافة وجود منافسى أقوياء جدد للحركة الشعبية فى الجنوب وظهور انقسامات داخل التيار الإسلامى واضحة أدى إلى تمزق التيار بركنه، مما جعل هذا الانقسام يطرح تساؤلا: هل سيصبح السودان أكثر علمانية يمكنه احتواء جميع الأطياف السياسية، لافتا إلى أنه بالرغم من كل تلك المتغيرات فإن السودان سيشهد صحوة سياسية فريدة وسيعود مرة أخرى إلى زخمه السياسى الملئ بالديمقراطية.
فيما أكد الدكتور محمد شفيق زكى مدير المركز، أن السودان سيشهد خلال العام الحالى وبالتحديد فى أبريل المقبل أحد الاستحقاقات المنتظرة منذ التوقيع على اتفاقية سلام جنوب السودان أو اتفاق نيفاشا فى يناير 2005 وهو الانتخابات الرئاسية واختيار من يقود السودان خلال الفترة المقبلة وصولاً إلى الاستحقاق الأهم وهو الاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة للجنوبيين فى 2011، ومما لاشك فيه اهمية تحليل المواقف والاتجاهات الدولية من السودان خلال الفترة القادمة للوقوف على أبعادها وفرص وحدود تأثيرها على تطورات الأوضاع فى السودان.
وفى نفس السياق قال أكرم حسام المتخصص فى الشئون السودانية بالمركز، إن هذا الموضوع يطرح عددا من التساؤلات حول ما هى اتجاهات المواقف الدولية خلال الفترة المقبلة وبالتحديد تجاه الانتخابات القادمة فى السودان؟ وما هى فرص إجهاض تلك التجربة؟ وهل سيتم إجهاضها من جانب أطراف داخلية أم أن بعض القوى الدولية أو الإقليمية سيكون لها مصلحة فى عدم اتمامها وستعمل على هذا؟ وهل هناك تفكير دولى فى عرقلة الانتخابات فى السودان من خلال استثناء بعض مناطق مثل دارفور من الانتخابات بسبب عنف أو ما إلى غير ذلك؟ وكيف سيتعامل المجتمع الدولى مع نتائج الانتخابات القادمة فى السودان؟ وماذا تمثل الانتخابات القادمة فى السودان من أهمية فى معادلة الموقف الدولى أو المصالح الاستراتيجية للغرب والولايات المتحدة؟ وماذا أضافه القرار الأخير للمحكمة الجنائية الدولية من أبعاد للموقف الدولى من السودان؟ وما هو تأثيره المحتمل على نتائج الانتخابات القادمة هناك؟
وقال وليد السيد نائب رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطنى الحاكم السودانى بالقاهرة إن الانتخابات المقبلة معقدة للغاية حيث إنها ستضمن ثمانية مستويات بدأ من رئيس الجمهورية حتى أبسط مواطن سودانى، مضيفا أن الانتخابات المقبلة سيحدث حراك سياسى كبير فيها لم تشهده أى انتخابات سابقة منذ عام 1953، مضيفا بأن المفواضية الانتخابية أجمعت كل الأحزاب والأطياف السياسية المختلفة على نزاهتها.
