أهالى قتيل اليونان: سنثأر لمقتل ولدنا

الإثنين، 22 فبراير 2010 02:12 م
أهالى قتيل اليونان: سنثأر لمقتل ولدنا الفقر وراء عزوف الشباب عن الاستقرار بالوطن وهروبهم لخارج البلاد
أسيوط – ضحا صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى حدثت فيه ضجة إعلامية كبيرة حول مقتل شاب مصرى من محافظة الشرقية بإيطاليا على يد شاب أجنبى، والذى لقى مصرعه بعدها كانت هناك جريمة لا تقل أهميه عنها وربما لم يلتفت إليها الإعلام من قريب أو من بعيد حول مقتل شاب مصرى آخر من محافظة أسيوط بمركز القوصية على يد أحد الشبان الألبان باليونان.

فقبل تسعة أيام قام شاب ألبانى بإطلاق أعيرة نارية استقرت برأس المجنى عليه، لقى على إثرها مصرعه فى الحال ليعود بعدها إلى وطنه الأصلى مصر جثة هامدة فى صندوق.

وفى إحدى القرى بمركز القوصية بمحافظة أسيوط وتدعى (السراقنا) والتى تبعد 25 كيلو مترا عن مركز القوصية الذى يبعد 30 كيلو مترا تقريبا عن محافظة أسيوط تكاد القرية التى يقطنها 4000 شخص منهم على الأقل 3800 شخص قبطى و200 شخص من المسلمين أن تكون معدومة تماما إلا من بعض الخدمات سوى مسجد واحد و4 كنائس ولا توجد بها مرافق على الإطلاق.

ورغم أن 90% من شبابها يعيشون بالخارج فى دول أوروبية متفرقة والشائع منها اليونان وإيطاليا أو دول عربية مثل لبنان وليبيا إلا أنه حتى مواصلات القرية تكاد تكون معدومة تماما وتخلو من كل مظاهر التقدم والمعمار.

وترجع هجرة شبابها إلى الخارج هربا من الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيش بها الشباب خاصة وأن الرقعة الزراعية بالقرية صغيرة جدا الأمر الذى دعا الشباب إلى الهروب منها إلى الخارج واحدا تلو الآخر بطريق شرعى أو غير شرعى.

موسى رمزى (27 سنة) من مواليد 1983 وبعد حصوله على دبلوم المدارس الثانوية لم يطق العيش فى القرية التى عجز عن توفير إمكانياته بها خاصة وأن له من الأخوات الإناث 4 ومن الذكور طفل صغير لم يتعد عمره العشر سنوات.

قرر موسى أن يتخطى كل حدود الفقر وأن يسافر إلى الخارج للعمل مثل باقى أقربائه بالقرية، وقرر موسى السفر عن طريق الهجرة غير الشرعية إلى اليونان منذ ما يقرب من العام والنصف وعقب وصوله إلى اليونان بحث عن أى فرصة عمل تسمح له بظهور حلمه إلى النور فالتحق بالعمل فى إحدى المطاعم بقسم (الدليفرى) وهو توصيل الطلبات إلى الزبائن وما أن بدأ حاله فى الاستقرار بعد البحث عن فرصة عمل حتى اختلف هو واحد الشبان الألبان فقام الثانى بإطلاق عيار نارى عليه لتستقر الطلقة فى رأسه وتقضى على حياته فى الحال.

وعلى الرغم من وفاته منذ 10 أيام إلا أن وسائل الإعلام تجاهلت الخبر تماما، ولم يصل فى تقرير الطب الشرعى المرفق بالجثمان سبب الوفاة، حيث وصل جثمانه إلى مطار القاهرة أمس الأول وشيعت الجنازة من كنيسة القرية صباح أمس.

وحينما توجهنا للزيارة رفض أهل المتوفى استقبالنا بل كانت المفاجأة الأغرب من ذلك هى عدم علمهم بحقيقة مقتل ابنهم وأكد شقيقاته واللاتى رفضن استقبالنا أو الحديث إلينا أن كل ما وصلهم حول وفاة شقيقهم هو أنه لقى مصرعه بعد سقوطه من الدراجة البخارية التى كان يقوم بتوصيل طلبات الزبائن بها.

وبعد مقابلة عمه الذى رفض مجرد ذكر اسمه أكد لنا أن هناك ثلاثة أفراد هم من يعلمون حقيقة مقتل ابنهم باليونان، وأنه يعاب علينا أن نذكر مثل هذا الحدث بالقرية وذلك لأن العار سوف يظل يلازمنا مدى الحياة وأن والده لو علم بما حدث لنجله لقام ببيع أرضه ومنزله وقرر السفر بالخارج للثأر لنجله خوفا من إهانة أهل القرية له.

وأكد القس لوقا سكرتير مطرا نية القوصية أن أهل الشاب المجنى عليه يخشون من العار الذى سوف يلحق بهم فى حالة معرفة سبب الوفاة وعدم مقدرة أهله على الانتقام، مؤكدا أنها عادات وتقاليد متوارثة ولا يمكن إنكارها أو تغيرها مضيفا أن الشاب موسى قتل على يد أحد الشبان الألبان باليونان بعد حدوث مشادة كلامية ومصادمات بسبب مشكلات مادية بين الطرفين.

وقال إن السبب الرئيسى فى عزوف الشباب عن الاستقرار بالوطن وهروبهم لخارج البلاد هو الاقتصاد المتردى الذى نعيش فيه وهو ما يشكل الدور الأساسى فى هرب الشباب إلى الخارج عن طريق الهجرة غير الشرعية.

والسؤال الذى نقف أمامه الآن بعد مقتل شابين مصريين فى نفس الأسبوع بدول أجنبية إلى متى سيظل حق المصريين مهدرا بالخارج، وإلى متى سوف يفر الشباب المصريون هربا من الفقر والجوع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة