سعيد شعيب

فرقة المصريين

الأحد، 21 فبراير 2010 12:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالنسبة لى هو من الأخبار المبهجة أن تعود فرقة المصريين للحياة مرة أخرى، فالحقيقة أنها كانت عندما تأسست عام 1977 كانت طريقا مختلفا فى الغناء، لا يستند على الصورة النمطية السائدة، حيث الحبيب مقهور ومقموع من قبل من يحبهن وكلمات الأغانى فى معظمها تأوهات وألم وعذاب، لتطرح هذه الفرقة الوليدة وقتها مفهوما مختلفا للحب، قائم على الندية، والقوة، ليست قوة الضعفاء، ولا قوة البطش، لكن قوة المحب، فى أغانى مثل "بحبك لا".

ولم يكن إنجاز هذه الفرقة فى كلمات الحب فقط، لكنه امتد إلى مفاهيم مختلفة فى الحياة، فالصورة الرومانسية عن الزواج تحطمت، ليقدموا صورة أكثر واقعية "ما تحسبوش يا بنات إن الجواز راحة". فضلا عن أغان أخرى فى مختلف مناحى الحياة مثل "بنات كتير"، و"ماشية السنيورة" و"8 ديسمبر" و"الشوارع حواديت"، وغيرها وغيرها.

كانت ثورة فى عالم الغناء، ليس فقط فى كلمات الأغانى، لكن أيضا فى الموسيقى، فكانت سريعة، متدفقة وحيوية، ومتخلية تماما عن الأكليشيهات المعطلة، والطرب، ولذلك كانت تغنى فيها أصوات ربما تكون عادية، لكنها فى هذا السياق كانت استثنائية، فهذه الفرقة كانت مشغولة برصد تفاصيل الحياة العادية فى حياة كل واحد فينا، وتحويلها إلى عمل فنى بديع.

هذه الفرقة الاستثنائية أسسها الفنان الكبير هانى شنودة، ليفتح مسارا جديدا فى الغناء المصرى، ولكن للأسف توقفت فى عام 1988 وأظن أن السبب هو أن الفرق تحتاج إلى مشقة التعاون فى فريق جماعى، ناهيك عن أنه يحتاج إلى إنكار ليس قليل للذات، وهذا كان وما زال أمرا صعبا. أضف على ذلك اعتزال نجمة الفرقة الفنانة الجميلة إيمان يونس، ثم عودتها بعد كل هذه السنوات.

"المصريين" لم تكن الفرقة الوحيدة، لكن كان هناك تجارب أخرى أبرزها فرقة "الأصدقاء" التى أسسها الفنان الكبير عمار الشريعى وقد حاولت أن تفتح مسارا يزواج بسلاسة بين القديم والجديد فى نسيج فنى ممتع. لكنها أيضا توقفت وربما يكون السبب الأبرز هو أن النجاح أغرى أعضاءها بالانفصال حتى يحصدوا وحدهم ثمار الشهرة.. وهو ما لم يحدث.

لكن فى كل الأحوال دعونا نتفاءل بعودة فرقة "المصريين" الاستثنائية، ودعونا نتفاءل باستمرارها وتحقيقها مزيدا من النجاح.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة