اتفق شريكا الحكم فى السودان حزب المؤتمر الوطنى الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان على استكمال حوارهما الذى ترعاه القاهرة، والذى يستمر لمده ثلاثة أيام غدا الاثنين، عقب الجولة الأولى من الحوار التى عقدت أمس بين وفد حزب المؤتمر الوطنى برئاسة نافع على نافع مساعد الرئيس السودانى ووفد الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، حيث التقى الجانبان مع الوزير عمر سليمان مرتين للتباحث حول بنود الحوار الذى ترعاه القاهرة .
من جانبه قال دينق آلور وزير الخارجية السودانى والقيادى فى الحركة الشعبية فى تصريحات صحفية مقتضبة، أن الحوار بين شريكى الحكم فى الخرطوم فى القاهرة، تم بناء على دعوة من الحكومة المصرية للجانبين، موضحا أنها محاولة من جانب القاهرة لتأمين وحدة السودان قبل الاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان والمتبقى عليه عشرة أشهر، حيث من المقرر إجراؤه فى يناير 2011.
وأشار آلور إلى أن المسئولين المصريين يحاولون القيام بدور إيجابى بالحديث إلى الطرفين حول نقاط الخلاف والاتفاق بينهما، ومحاولة تقريب وجهات نظرهم حول القضايا الخلافية، وأوضح آلور أن الجولة الأولى من الحوار التى عقدت صباح اليوم، عرضت مصر خلالها رؤيتها حول أهمية وحدة السودان، ثم قدم كل طرف رؤيته تجاه هذا الأمر، مشيرا إلى أنهما يتفقان على ضرورة الوحدة، ولكن يختلفان فى طريقة وأسلوب تنفيذها .
وأعرب آلور عن قلقه إزاء هيمنة حزب المؤتمر على الأوضاع فى السودان وإصرار الحكومة على اعتبار الشريعة الإسلامية مصدر التشريع، رغم وجود أصحاب ديانات أخرى فى البلاد، وقال آلور، من ضمن نقاط الخلاف بين الجانبين أن الحركة الإسلامية "المؤتمر الوطنى" متمسكة بتطبيق الشريعة الإسلامية، فى حين أن الحركة الشعبية متمسكة بعلمانية الدولة وبرنامجها حول السودان الجديد .
وأكد آلور على أن الجولة الأولى كانت مبشرة، حيث تحدث كل طرف بصراحة حول رؤيته تجاه كيفية الحفاظ على السودان موحدا، وقال: تحدثنا كوفد من الحركة الشعبية على ضرورة أن يقوم السودان على أساس جديد، ودعا آلور مصر إلى حث المؤتمر الوطنى على مراجعة برنامجه الإسلامى حتى لا يعطل وحدة السودان .
وأشار آلور إلى أن قرار الانفصال الخاص بالجنوب لم يحسم بعد، ولن يحسم إلا من خلال الاستفتاء الذى سيجرى شهر يناير المقبل، معتبرا أن الحركة حريصة على وحدة السودان بشرط أن تحقق العدالة لجميع أبناء الوطن فى الشمال والجنوب، وردا على سؤال حول أهم نقاط الخلاف بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، قال آلور هناك بعض البنود فى اتفاقية نيفاشا للسلام لم تنفذ بعد، وهى بنود نراها ضرورية متعلقة باستفتاء الجنوب، وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، مؤكداً على أن الحركة الشعبية ترى عدم جدية من جانب المؤتمر الوطنى فى تنفيذ بنود الاتفاق حتى الآن .
من جانبه قال باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية، إن وفد الحركة جاء إلى مصر من أجل السلام ومناقشة الشركاء فى الحكم على الصيغة المناسبة للوصول إلى ذلك من خلال الاتفاق على صيغ لحل النقاط الخلافية، معتبرا الاستفتاء على حق تقرير المصير لأبناء الجنوب هو حق أصيل لهم وقال: سواء جاءت نتيجة الاستفتاء بالانفصال أو باستمرار الوحدة، فمن حق الشعب السودانى أن يعيش فى سلام .
الحركة الشعبية قلقة من تمسك الخرطوم بالشريعة الإسلامية
"شريكا الحكم" فى السودان يتفقان على مواصلة الحوار
الأحد، 21 فبراير 2010 09:40 م
دينق ألور وزير خارجية السودان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة