منذ البدء والشعب المصرى سلبت إرادته وحريته من قبل ملوكهم، وحتى يرضخ الشعب ولا يستطيع الحراك أوهموه أن المالك هو الله وأى اعتراض فإنك تعترض على الذات الإلهية التى فى إمكانها أن تسخطك سلحفاة، وطبعا كان ضرورى الإنسان البدائى هيصدق الكلام ده ويرضخ ويقول آمين ومنذ تلك الأزمان واعتاد المصرى أن يتبع إلها واحدا، وهو منقذه وهو مذله أيضاً ويجب الطاعة العمياء وإلا سيجد ما لا يحمد عقباه ومع تطور الجنس البشرى ونضوج العقل البشرى اكتشف الإنسان أنه كان مخدوع وهناك آلهة كثيرة يمكن عبادتها، فلماذا حتى من باب التغيير وحتى لا يمل الشعب من إله واحد فلماذا لا نستبدله بإله أخر نوع من التجديد؟ دائماً وأبداً نبحث عن شخص حتى نألهه ونعطيه عصا الراعى حتى يرعانا ويقودنا لأن القطيع لا يستطيعون رعاية مصالحهم أو تحديد مصائرهم ولا يعرفون سياسة العمل الجماعى، كل خروف سارح مع نفسه واللى بيعطيه ليه الراعى بيخدوا ويرضى بقليله والخروف اللى يتجنن ويخرج عن مسار القطيع يتهم فورا بالهرطقة والزندقة و العمالة وتكون النتيجة ذبحه على مرأى ومسمع من الخراف الأخرى حتى يكون عبرة.. يجب دائما أن يكون هنالك المخلص والزعيم والقائد.. لكن ما هو دورنا ؟ لا شئ غير الدعاء إلى الله بسرعة إرسال المخلص.. مع احترامى الشديد للدكتور البرادعى، لكنه لا يملك مصباح علاء الدين أو العصا السحرية التى سوف تقلب الدنيا رأسا على عقب وتجعل الحياة أفضل مما هى عليه.. التغيير فى مصر يجب أن يبدأ من القاع للقمة وليس العكس، الناس لازم تتغير لازم يرفضوا الظلم ويعشقوا الحرية حتى ينالوها كيف تريد لشعب أن يمارس الحرية والديموقراطية وهو يكرهها ولا يؤمن بها أصلا؟ ، المشكلة لن تنتهى إذا استبدلنا حاكم بآخر يجب استبدال المنظومة ككل، ما يصرح به البرادعى فى الإعلام ما هو إلا كلام مستهلك ونظرى، لكن التطبيق سوف يكون أصعب ما يكون والكلام سهل..
وللأسف نحن شعب نهوى الشعارات والعناوين البراقة التى لا تحتوى على مضمون مجرد كلام بدون تخطيط بدون معرفة البداية أو الموضوع أو النهاية هى شعارات رنانة فقط لا غير، من يريد مساعدة الناس بجد لا يتطلع لكرسى الحكم هناك مليون طريقة وطريقة للنهوض وتنمية مجتعنا، ولكن للأسف كل الجمعيات والمؤسسات الغير حكومية فى مصر لا تلتزم بأهدافها الحقيقية التى أنشأت من أجلها وتتحول الجمعية أو المؤسسة كوسيلة للتربح بدل خدمة المجتمع، الحرية لا تعطى ولكن تؤخذ بالقوة ويجب دفع ثمنها وهو ثمن باهظ جدا قد تكون حياتنا هى الثمن، ولكننا نريد الحرية بدون خسارة أى شىء بأبخس الأثمان ولذلك نظل خانعيين خاضعين حتى تأتى المعجزة ويبعث الله لنا سبارتاكوس من قبره أو صلاح الدين حتى يخلصنا وإذا شنقوه أو صلبوه نحن فى الأمان وسوف نكون من أبرع المتفرجين.
الفانوس سحرى بداخلنا وليس بيد شخص واحد إذا أردنا التغيير سوف نغير وإذا أردنا الحرية سوف ننالها ليس بالشعارات والأوهام، ولكن بالعمل الحقيقى لمصلحة هذا الوطن وليس لاكتساب امجاد شخصية نحن للأسف لا نؤمن بالحرية مفهومنا مغلوط عن الحرية هى بالنسبة لنا أن نفعل ونقول كل ما نريد متجاهلين حرية الآخرين وواجب احترامهم، حتى لو اختلفت معهم لأن حريتك تكمن فى حرية الآخر ونحن لا نعرف ثقافة الاختلاف وهذا ليس لتيار بعينه أو فئة بعينها، ولكن هى ثقافة عامة ترفض الآخر وتستعديه وتهمشه وتقصيه الحرية لا تصلح أن تكون من طرف واحد وإلا ستكون قمع وليست حرية.
حرروا أنفسكم أولا من معتقدات وعادات وثوابت ومسلمات أكل عليها الدهر وشرب ، حرروا عقولكم التى عشش فيها العنكبوت، كونوا احرارا مبدعين غير مقلدين، منتجين غير مستهلكين.
الويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقل فيها الدين.. الويل لها
الويل لأمة تلبس مما لا تنسج و تشرب مما لا تعصر ... الويل لها
و الويل لأمة مقسمة وكل ينادى أنا أمة.. الويل لها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة