رحبت حركة فتح بتصريحات وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير حول إمكانية إعلان قيام الدولة الفلسطينية حتى قبل إنهاء التفاوض على الحدود، فى حين انتقدت إصرار حركة حماس على تحويل استشهاد القيادى محمود المبحوح إلى صراع فلسطينى داخلى.
وقال المتحدث باسم فتح د.جمال نزال فى بيان لمفوضية الإعلام والثقافة بالحركة اليوم إن أقوال كوشنير تعبر عن الوزن الثقيل الذى يحظى به الرئيس محمود عباس فى الساحة الدولية، وحذر نزال من وجود أى تلميح بين السطور لفكرة الدولة المؤقتة، مؤكدا أن حركة فتح لن تكون مستعدة للقبول بحلول مؤقتة تستثنى قضايا الحل النهائى.
وكان كوشنير قال فى حوار مع صحيفة "جورنال دو ديمانش" الصادرة اليوم إنه "يمكن التفكير فى الإعلان والاعتراف الفورى بدولة فلسطينية حتى قبل المفاوضات المتعلقة بحدودها، وأضاف "المسألة المطروحة حاليا هى بناء واقع، فرنسا تدرب رجال شرطة فلسطينيين ومؤسسات تبنى فى الضفة الغربية، وتابع "على الأثر يمكن التفكير فى سرعة إعلان دولة فلسطينية والاعتراف بها فورا من قبل المجتمع الدولى حتى قبل التفاوض
على الحدود".
من جهة ثانية، أكدت حركة فتح أن إصرار حركة حماس على تحويل استشهاد القيادى محمود المبحوح إلى صراع فلسطينى داخلى يثير العديد من التساؤلات والشكوك حول حقيقة موقفها من المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم فتح د.فايز أبو عيطة فى تصريح صحفى اليوم "فى الوقت الذى تكشف فيه شرطة دبى تفاصيل هذه الجريمة البشعة وتشير إلى تحمل الموساد الإسرائيلى المسئولية المباشرة عن اغتيال المبحوح وتثبت ذلك بالصوت والصورة، تتعالى أصوات فى حماس لصرف النظر عن المتهم الحقيقى عبر إشعال معركة فلسطينية بتوزيع اتهامات باطلة للسلطة وحركة فتح، الأمر الذى يذكرنا بموقفها من تقرير جولدستون الذى استغلته أبشع استغلال للتهرب من استحقاقات المصالحة الوطنية.
وتابع "إن إصرار قادة حماس على توزيع التهم جزافا للمس بحركة فتح وسمعتها، يأتى فى سياق محاولتها الهروب إلى الأمام للتغطية على الإحراج الكبير الذى أصابها نظرا لما كشفته التحقيقات فى قضية اغتيال الشهيد المبحوح من اختراق أمنى كبير فى صفوف قياداتها القريبة من الشهيد المبحوح، وإلا كيف يمكن لعاقل أن يفسر علم الموساد بموعد سفره من دمشق إلى دبى لينتظروه فى الموعد المحدد وينفذوا الاغتيال فى أقل من أربع وعشرين ساعة فى عملية يحتاج التخطيط لها إلى أسابيع على الأقل".
وقال الناطق "بقدر تألمنا لحجم ونوعية الاختراق الأمنى فى صفوف حماس وإدراكنا للارتباك الذى تعانى منه، ومعرفتنا بأن هذا الاختراق لم يكن الأول ولن يكون الأخير وإنما الأخطر، فإننا ندعو قيادة حماس لمصارحة الشعب الفلسطينى بالكشف عن الاختراقات التى حدثت فى جرائم اغتيال عماد عقل، يحيى عياش، عبد العزيز الرنتيسى، ومحمد الضيف الذى تعرض لمحاولتى اغتيال أصيب خلالهما بجراح بالغة بعد أن تعهدت قيادات فى حماس بحمايته أمنيا، وإصرارها على تخلى جهاز الأمن الوقائى الفلسطينى عن مهمة توفير الحماية له التى استمرت على مدار سنوات لم تتمكن خلالها أجهزة المخابرات الإسرائيلية من المس به.
وأشار أبو عيطة إلى أن حماس لم تكشف عن اسم عميل واحد من صفوفها تعاون مباشرة فى تنفيذ هذه الاغتيالات، ورأى أن الحل يكمن فى تحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال إثبات النوايا بالمصالحة وإخراجها إلى حيز الواقع بالتوقيع عليها، الأمر الذى سيقلص مخاطر تعرض القوى الفلسطينية لاختراقات من هذا القبيل.
وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة