فى خطوة علمية هامة لحسم الجدل المثار حاليا حول الإنترفيرون المصرى الجديد، ومدى فاعليته فى علاج الفيروس سى مقارنة بالإنترفيرون الأجنبى، خصصت الجمعية المصرية لدراسة الجديد فى أمراض الكبد جلسة، خاصة حول هذه القضية الهامة من خلال مؤتمرها السنوى الدولى الذى انتهى أمس برئاسة الدكتور حسنى سلامة أستاذ الكبد بقصر العينى، حيث تضمنت الجلسة كما يقول الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس ومقرر المؤتمر عرض ومناقشة الأبحاث العلمية الجديدة التى تمت على فاعلية النوع المصرى الجديد، ونسب نجاحه.
شارك فى المناقشات بالجلسة كبار أساتذة الكبد فى الجامعات والمراكز البحثية المختلفة، كما شارك فيها قيادات وزارة الصحة ومنهم الدكتور طارق الخولى مساعد، رئيس هيئة التأمين الصحى، والدكتور عبد الحميد أباظة، المستشار الإعلامى لوزير الصحة.
وقدم الأستاذ الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، بحثا عن العلاج الأمثل لمرضى "فيروس سى" المبنى على دلائل وأسانيد علمية دامغة وتدعمه الجمعية الأمريكية والأوربية للكبد، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية فى 2010.
وأوضح الخياط فى مستهل حديثه، أن أرقام الإصابة بفيروس سى فى مصر مفزعة وتؤكد أن من (10 - 15%) من المصريين مصابون بفيروس سى فى مراحل مختلفة، ويقدر العدد الإجمالى بحوالى 7-8 ملايين مصرى، منهم على الأقل 3 ملايين مصرى يعانون من الالتهاب الكبدى المزمن سى ويجب علاجهم حتى لا تحدث المضاعفات وللأسف تزداد الحالات السنوية
بـ100 ألف حالة جديدة من جراء العدوى الناتجة عن غياب الوعى الصحى، واستخدام أدوات غير معقمة وسرنجات مستخدمة أكثر من مرة، وأيضا عن طريق الانتقال العائلى من مصاب إلى أفراد العائلة، كما أنه فى آخر إحصاء لوزا ة الصحة، تقدر عدد الوفيات من مرضى الكبد سنويا بـ 40 ألف حالة سنويا، منها 6 آلاف حالة وفاة ناتجة عن سرطان الكبد سنويا، بينما يمثل عدد الوفيات بمضاعفات مرضى الكبد 10% من إجمالى حالات الوفيات فى مصر من الأمراض المختلفة. كما تقدر عدد حالات التليف الناتج عن "فيروس سى" حوالى 900 ألف مريض، منهم 90 ألف مريض مصابون بالفشل الكبدى، وبانتظار زراعة كبد.
ويقول الخياط، إن العلاج المبنى على الأدلة والأسانيد العلمية الدامغة لمرضى الكبد المزمن الناتج عن فيرس سى يتمثل فى الإنترفيرون طويل المفعول العالمى، والريبافيرين، ومن المتعارف عليه طبيا، بحسب الخياط أن العلاج يقضى تماما على "فيروس سى" من النوعية الرابعة الموجودة فى مصر بنسبة 60 - 65%.. وهذا العلاج مدعم بآلاف الدراسات والأبحاث منذ عام.
وإذا تم القضاء على فيروس سى بالإنترفيرون العالمى طويل المفعول لا يعود الفيروس للظهور مرة أخرى ويكون الشفاء تاما بلا عودة للمرض حسب الدراسات الحديثة التى تم إجراؤها عل مدى 5-7 سنوات بعد 6 أشهر من الشفاء من انتهاء العلاج، بمعنى أن المريض الذى يتم شفاؤه لا يرتد الفيروس مرة أخرى بعد انتهاء العلاج بسنوات عديدة، كما أن الأبحاث العلمية الجديدة تؤكد قدرة الإنترفيرون العالمى طويل المفعول مع الأدوية الحديثة التى تحبط من تكاثر الفيروس، والتى تؤخذ بالفم مثل التليبرفير والبوسيبرفير، وكذلك عقار النيتازوكسنيد الذى يحفز من نشاط الإنترفيرون، فباستخدام هذه الأدوية الحديثة مع الإنترفيرون العالمى يتم شفاء 80% من المرضى المصابين بالنوع الرابع بدلا من 60%.
وتم طرح دراستين فى الجلسة فقط على الإنترفيرون طويل المفعول المصرى، وتمت الدراستان على 100 مريض مصرى لكل منهما وهو عدد ضئيل جدا إذا ما قورن بالدراسات التى أجريت وبالأعداد من المرضى بالألف الذين تم عمل الدراسات عليهم بالإنترفيرون العالمى، وخلصت الدراسة الأولى التى تمت تحت إشراف الدكتور جمال عصمت إلى شفاء نسبة 57% من المرضى .. وكانت الدراسة الأخرى التى أجريت فى جامعة المنصورة تحت إشراف الدكتور جمال شيحة إلى معدل شفاء 25% فقط، الأمر الذى جعل أساتذة الكبد من مختلف الجامعات المصرية يوصون فى نهاية المؤتمر بعدم تعميم الإنترفيرون المصرى الآن، حتى يتم اختباره على عدد كبير من المرضى لا يقل عددهم عن 1000 مريض بعد موافقتهم طواعية على الدراسة، ويتم تقييم العلاج بعد انتهائه بستة أشهر، على أن تتم الدراسة فى ستة مراكز أو أكثر.
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على:
health@youm7.com