أثارت تصريحات الدكتور "زاهى حواس" فى حواره مع اليوم السابع الذى نشر بالعدد الأسبوعى وأكد فيها أن ما حدث فى الجامع الأزهر إبان ترميميه عام 1998 جريمة بشعة، وأن سكوت أساتذة الآثار الإسلامية عليه جريمة أيضا بكل المقاييس، آثار استياء أساتذة الآثار الإسلامية الذين أكدوا أنهم لم يسكتوا على ما حدث كما قال "حواس".
فأكد الدكتور "مختار الكسبانى" أستاذ الآثار الإسلامية أنه كان من أشد المعترضين على ما حدث وقتها، لأنه وفق تعبيره "جهل متعمد بالقواعد العلمية للترميم والبناء"، وأشار إلى إنه قال وقتها إن "الأزهر تحول إلى محل عصير قصب وليس جامع آثرى شهير"، وذكر "الكسبانى" أن "محمد إبراهيم سليمان" وزير الإسكان السابق وشركة المقاولون العرب الذين تولوا الأشراف على المشروع دعوه لمؤتمر عقب البدء فى أعمال الترميم، وقال "نزلت جرى وبهدوم البيت عشان أنقذ الأزهر".
وأوضح الكسبانى أن "إبراهيم سليمان" حاول عقد مؤتمر آخر دعا فيه خبراء الترميم ليقولوا أن "الأزهر على ما يرام"، إلا أن فضيحة انهيار الأرضية عقب الافتتاح أفسدت عليه كل شىء، وأضاف قائلا "تعاونت مع الدكتور محمد الكحلاوى وأقمنا عدة مؤتمرات للتنديد بما حدث فى نقابة الصحفيين وغيرها، فالترميم افتقد للقواعد الصحيحة لأن رئيس قطاع الآثار الإسلامية وقتها "مكنش فاهم" بالإضافة إلى كونه "علمانى" ولا يمثل له الأزهر شيئا".
وتابع "لقد ظننت وقتها أن الوزير فاروق حسنى هو السبب فى تلك الكارثة، إلا أننى اكتشفت أن فاروق حسنى يرفض ذلك تماما إلى جانب أن اللجنة العليا التى أشرفت على المشروع كانت تتآلف من شيخ الأزهر ومجموعة من الوزراء، بالإضافة إلى الدكتور عبد الحليم نور الدين أمين المجلس الأعلى للآثار، والدكتور سامى عبد العليم ولكن أحد الوزراء الحاضرين طردهم من الجلسة، بحجة أن الجلسة لا يحضرها من هم أقل من وزير مما أدى إلى هدم الأزهر وإعادة بنائه من جديد.
أما الدكتور "محمد الكحلاوى" الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب فعبر عن انزعاجه الشديد من تصريح حواس قائلا "يبقى معندوش معلومات، لأننى تعاونت مع الدكتور صالح لمعى وتدخلنا لوقف العبث بالأزهر، وبجامع عمرو بن العاص وأبلغنا اليونسكو التى وجهت إنذارا شديد اللهجة للقائمين على المشروع".
إلا أن الدكتور "أيمن فؤاد" رأى أن أساتذة الآثار الإسلامية لا يملكون الصلاحية الكافية للاعتراض أو لوقف هذه المهازل، مشيرا إلى أن القضية كانت تفتقد إلى الكثير من الشفافية، فلم يسمع عنها أحد إلا بعد أن هددت اليونسكو بشطب الأزهر من قائمة التراث العالمى وتساءل "فؤاد" لماذا لم تعترض وزارة الثقافة أو هيئة الآثار وقتها على ما فعلته وزارة الإسكان بالأزهر؟ ولماذا صمت رئيس قطاع الآثار الإسلامية آنذاك؟
يذكر أن الجامع الأزهر كان قد خضع من 12 عاما لترميم خاطئ أفقده العديد من ميزاته الفنية والتاريخية والأثرية، وهو ما وصفه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بأنه جريمة فى حواره مع اليوم السابع فى نسخته الأسبوعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة