فى ضعف عربى وتشتت فكرى إسلامى أعادت صحيفة دنماركية نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، وكأن ذلك لم يسبب مشكلة من قبل ولم يكن محورا للنقاش وكأن شيئاُ لم يحدث ألهذه الدرجة من البجاحة والإصرار على استفزاز مشاعر المسلمين وتشويه صورة الإسلام والمسلمين فى الأوساط الغربية والإعلامية، فعندما نشرت هذه الرسوم أول مرة ظننا أن الأمر عبارة عن فكر شخص مشوه وفرقعة صحفية رخيصة ومجتمع لا يعرف عن ديننا سوى معلومات مشوهة من الإعلام الغربى الرخيص والمعادى للإسلام. ولكن هذه المرة إصرار وتعمد فى نشر الرسوم وإصرار وتعمد من الحكومة
الدنماركية رفض الاعتذار للمسلمين، وهذا يدعونا للتساؤل بعين الحكمة لماذا يصر الدنماركيون ويصمت المسلمون؟ هل يصر الدنماركيون على ذلك لأنهم عرفوا أن المسلمين والعرب أقصى ما عندهم هو التنديد والرفض والاحتجاج ورفع الصوت وكتابة المقالات الرنانة دون تقديم حلول عملية مؤثرة حتى فى حالة المساس بالمقدسات الدينية.
هل يصر الدنماريكون على الإساءة للإسلام والمسلمين لأن هذا جزء من خطة لتشويه الإسلام إعلاميا وتعزيز فكرة أن الإسلام دين الإرهاب لتسير جنباً إلى جنب مع خطة تشويه وتدمير الإسلام فكرياً واقتصادياً وعسكرياً وبمحاولة التشكيك والتحريف الفاشلة فى المصادر الشرعية كالقرآن وصحيح البخارى..
وأيضا نتساءل لماذا دائماً يصمت المسلمون ويعجزون عن اتخاذ موقف إيجابى؟
لماذا فشلنا فى الرد بسلاح المقاطعة؟ لماذا فشلنا فى التصدى لحملات تشويه الإسلام سواء من الدنمارك أو من أى دول أخرى بحلول عملية فكرية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية مؤثرة؟ لماذا فشلنا فى اتخاذ موقف رسمى عالمى مؤثر؟
ما هو موقف السياسيين والعلميين ورجال الأعمال المسلمين؟
وهذا يدعونا للتساؤل أيضا ما هو دور المراكز الإسلامية فى العالم الغربى؟
فالعجب كل العجب فبدلاً من أن نربى أولادنا وشبابنا على الإبداع فى جميع المجالات سيستهلك جزء من طاقتهم نحو تحسين صورة العرب والمسلمين لدى العالم فكرياً وسلوكياً وعلمياً بعد أن شوهها الإعلام المأجور والفكر المنحرف وبهذا يعيقون شبابنا عن الإبداع والإنجاز ويدخلهم فى دائرة من الصراح الفكرى وخلط المفاهيم.
فهناك الكثير من المحاولات التى تهدف لتشويه ومحاربة الإسلام تتم فى الخفاء وبطرق ملتوية تلمع من الخارج ولكنها تشع مكراً وتدميراً لقيم ومقدسات المسلمين.. ماذا ننتظر بعد المساس بكرامتنا فى سجن أبو غريب ومحاولة تحريف مصادرنا الشرعية وبعد الغزو الفكرى والعسكرى للأراضى الإسلامية وأخيرا النيل من رسول الله كل هذه التساؤلات تدور فى ذهن كل مسلم وعربى لنتعلم من الدرس ونعرف أهم أسباب الفشل.
عمرو عماد يكتب.. لماذا يصر الدنماركيون ويصمت المسلمون؟
الجمعة، 19 فبراير 2010 04:45 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة