د.نيفين شكرى تكتب: كيف تفسد للودّ قضيّة؟!

الجمعة، 19 فبراير 2010 03:34 م
د.نيفين شكرى تكتب: كيف تفسد للودّ قضيّة؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا أصلاّ لو افترضنا إن الودّ موجود من الأساس بالطّبع!

أسهل شىء أن تفسد للودّ قضيّة وأن تخسر النّاس وتفشل فى الدّفاع عن وجهة نظرك, فلو أردت أن تفعل ذلك وتصل إلى الفشل الذريع من أوسع أبوابه، فعليك بأشياء وخطوات غاية فى البساطة.

أوّلها، أن تتحيّز لرأيك بصورة شديدة جدّاّ وألاّ تظهر أىّ مرونة ولا استعداد لسماع الآراء الأخرى وأن تحتوى كلماتك على استهزاء بالآخرين وآرائهم وأن لا تتوّرع عن توجيه الشتم والسبّ لهم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بهدف أن تجعلهم يضيقون بك فينسحبون من النّقاش وينتهى المطاف بك لأن تقول وترد على نفسك ويصبح مونولوجا من طرف واحد وأن تفقد أعصابك على الآخرين وتثور وتتوعّدهم فينفرون منك.

ثانيها، أن تتجاهل كافّة الأوجه لأىّ موضوع أو شخصيّة أو قضيّة أو موضوع أو مشكلة وأن تركّز فقط على الجانب الذى ترمى إلى دعمه والتّرويج له وأن تتجاهل الجوانب الأخرى سواء سلبيّة أو إيجابيّة وفقاً لطبيعة الموضوع محلّ النّقاش وأن تكيل دائماً بأكثر من مكيال حسبما يوافقك.

ثالثها، أن تستميت فى الدّفاع عن رأيك وتتعنت له وتتغزّل فيه بطريقة تظهر تعصّبك وبعدك عن الحياديّة المفترضة بما سيصنف الآخرين إلى موافقين ومعارضين للموضوع وآخرين سيتفرّغون للتّعليق على شخصك الكريم بعيداً عن الموضوع لأجل أن يصرفوا الانتباه عن لبّ الموضوع إلى أشياء فرعيّة بالتّفرّغ لتقييم كاتب المقال وليس محتوى المقال.

رابعها، أن تتهرّب من الرّد على أىّ استفسار منطقى أو علامة استفهام، سواء بالتّشكيك فى الآخرين أو بالتّهجم عليهم أو اللجوء إلى السخرية والتّظاهر بخفّة الظّلّ ممّا يوحى بقصور أدلّتك وأحادية مصادرك وضيق أفقك وأنّك تستقى معلوماتك وثقافتك من مصدر واحد له اتّجاهات معيّنة فقط وفى سبيلها فأنت على استعداد للتّضخيم والتّهويل والتهوين كما تقتضى الأمور.

خامسها، أن تخلط الأوراق فى بعضها البعض فتطلع من موضوع لآخر وتقول أشياء لا تمت للموضوع بصلة أو أشياء مكرّرة موجودة ومنقولة نقل مسطرة من مواقع أخرى ذات توجّهات معيّنة وكأنّ الآخرين ليسوا مثلك وكأنهم لا يقرأون هم أيضاً ويعرفون المصادر التى تنقل منها إحصائياتك وتعليقاتك.

سادسها، أن ترّوج لأكاذيب وهذه فى حد ذاتها لو فعلتها وحدها أؤكد لك أنّك ستفسد للودّ ألف قضيةّ على الفور وستخسر الثّقة ومهما قلت بعد ذلك ولو حقائق فستفتقد للمصداقيّة، خاصّة أنّ النّاس صاروا يستطيعون التمييز والتّفكير وليس استقبال كلّ شىء بالتلقين الممّل أو المبالغة المنفّرة.

أمّا سابعها، فأهمّ نصيحة أن تصبح مملاً بحيث تصبح مثل إعلانات بعض السّلع الّتى تدفع المستهلك إلى أن يقاطعها هرباً من الملل والتّكرار الذى تسببه بحيث تتقمّص شخصيّة المدافع الهمام عن شىء واحد أو شخص واحد أو قضيّة واحدة وكلّما ذهب شخص إلى موقع يصطدم بك تتحدّث عن نفس الشّىء ومهما تغيّرت الظّروف، فإنّك تظلّ سنوات وسنوات ترى أنّ كلّ مشاكل الكون لا قيمة لها أمام الهدف الوحيد إلى أنت تستميت فى الدّفاع عنه والتّرويج له.

فإن أردت أن تفسد للودّ ألف قضية فما عليك إلاّ أن تفعل هذه الأشياء بمنتهى البساطة ومبروك مقدّماّ.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة