حنان الشبينى تكتب: الإعلام.. وما بين الوطن والمواطن

الجمعة، 19 فبراير 2010 05:35 م
حنان الشبينى تكتب: الإعلام.. وما بين الوطن والمواطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثمة فجوة عميقة بين الوطن والمواطن، أدت إلى التراجع وغياب المبادرة والاستسلام للأمور المفعولة والتخلى عن الدور وفقد الأمل بالإصلاح، حيث تتلاشى القيم وتُبخس القيمة وتُفقد الثقة تلك الفجوة هى المواطنة.

المواطنة ليست بالضرورة انتماء ولكن الانتماء هو مواطنة فى أعلى مارتبها، فهو حالة وطنية لا شعورية تكونت فى ماضى، ولابد أن تكون بداخلك، ولكى تكون تلك الحالة فاعلة فى الحاضر عاملة للمستقبل فى وطن يسعى لخلق مواطن يبنى ولايهدم، موطنا مؤمناً واعياً بحقيقة الانتماء ملغى كل الانتماءات لدين أو مذهب أوعرق أو لون أو جنس.

تعبر المواطنة عن تلك العلاقة الحميمة بين الفرد والدولة أى الدولة لمواطنيها، ثقافة المواطنة هى ثقافة للحياة بأبعادها ورموزها ومعانيها المتنوعة، وهى إحساس الإنسان بالاهتمام والرغبة فى المشاركة من جانب والشعور بالمسئولية من جانب آخر، هى ثقافة ممارسة الحقوق وأداء الواجبات والثقة فى صنع المستقبل.

ثقافة المواطنة أو الوعى بها هى نقطة البدء والمشاركة تبقى المرحلة الوسيطة للشعور بالانتماء والمساواة، فالإعلام بكل وسائله لا يمكن فصله عن حياتنا المعاصرة، وليكن الإعلام النقطة التى تجمع ضلعى مثلث قاعدته وطن ومواطن، للإعلام دور فاعل بكل وسائله لغرس الروابط الوثيقة بين الوطن والمواطن وتعميق الوعى وإرساء الحوار والتفاهم من خلال التواصل والاندماج مع المجتمع، فالحرية فى الإعلام حق من حقوق المواطنة والاتصال والمعرفة والتفكير والإبداع والتعبير عن الرأى حق من حقوق الإنسان.

الإعلام ليس وعظاً أو إرشاداً فقد تخطينا هذه الطريقة التى لم تعد مجدية مع مواطن من جيلٍ ثالث بكل تقنياته وحداثته، نحن بحاجة إلى تربية إعلامية لغرس تلك الثقافة المفقودة لتكوين مهارات وقدرات لدى الأفراد لتواصل والمشاركة الإيجابية فى حياة سياسية واجتماعية، وجيل يؤمن بوطنه ومجتمعه وسلامته ومصلحته واعيا لحقوقه مؤدياً لواجباته.

ليس الحلم واحد أو الهدف واحد، إنما الهم واحد ومشترك، ثقافات تنتشر الفساد والاستغلال والمصلحة الشخصية، وتغيب أخرى الإصلاح والإتقان والمصلحة العامة، ولكى تعلو ثقافة المواطنة على كل هذه الثقافات الفرعية ونتجاوز بها المصاعب والتحديات أملاً فى أمان وسكينة وسلام وطمأنينة، وبإرادة إنسانية يقودها قولاً كريماً "لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة