من المفترض أن تكون بيوت الله عامرة بالمصلين، وتكون مجتمعا للمسلمين يتدارسون فيه أمورهم، ولكن كيف يمكن للمسجد أن يقوم بدوره وكل عوامل التنفير من المسجد متوفرة على أعلى مستوى؟!
بالتأكيد من يسمعنا عندما نتحدث لا يصدق أننا نتحدث عن بيوت الله، ولكن للأسف إنها بيوت الله ..من المسئول عن التنفير من دخول المساجد؟ بالتأكيد ليس العامل الذى ينظف المسجد حتى يصبح المسجد نظيفا أو الكهربائى الذى قام بعمل الكهرباء بالمسجد حتى يضىء المسجد، ونستطيع استخدام الميكرفون والسماعات ولكن –فى رأيى- أن المسئول عن الجانب الأكبر من هذا التنفير هو سلوك بعض الأئمة.
فكثيرا ما نرى الأئمة التى تتحدث بأسلوب الترهيب والتحذير من غضب الله وعذاب القبر وكل الأمور التى تشعر المسلم بأنه لا فائدة من عمله وأنه فى النار داخلها داخلها!!.كيف يكون ذلك سلوك أئمة هم دعاة للهدى دعاة للصراط المستقيم هم – من المفترض– أنهم المصباح المنير الذى يضىء بيوت الله ليجتمع الناس حول هذا المصباح لينير عقولهم بالفهم الصحيح للدين وقلوبهم بالسكينة والهدى هل هذا هو حال الأئمة الآن؟.. للأسف لا.
أنا لا أحكم على كل الأئمة بأنهم ينفرون من القرب من الله لكن معظمهم للأسف ،هم ليسوا قله فى المجتمع الإسلامى ،لذا يجب أن تقوم وزارة الأوقاف بجهد كبير فى وضع قواعد واضحة فى إختيار أئمة ذو فكر معتدل وأسلوب مشوق فى الحديث و ذو صوت حسن، فالصوت نعمة من الله ولكن حتى نكون واقعيين هناك العديد من الأئمة صوتهم فيه خشونه وعندما يرفعونه أثناء الخطبة يظهر وكأنه يزعق فى المصلين ومن يسمع الخطبة فى مكبر الصوت يعلق:( هو الشيخ هيجى يضربنا ولا إيه ؟؟!)!!،و قد يقصد الإمام ذلك و يكون أسلوبه أصلا منفر و قد لا يقصد ذلك و يكون صوته خشنا بطبيعته و أيضا عند الآذان نجد أصوات المؤذنين بعضها منفر للدخول فى الإسلام أصلا، لذا يجب مراعاة طبيعة الصوت عند اختيار الأئمة.
وأؤكد تماما أنه لا يمكن للمسجد أن يقوم بدوره بدون وجود إمام قدوة معتدل فى فكره وعلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمهما توافرت النفقات لتطوير المساجد فالإمام أهم من العمدان.
لكن السؤال الذى أتمنى أن نجد له إجابة.. متى سنجد كل أئمة المساجد فى كل أنحاء العالم على هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم..هل سنلجأ إلى الدعاء بالفرج أم للعمل؟
