أصدرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير تقريرا تدين فيه قضايا المصادرة والرقابة على أعمال الفكر والإبداع فى مصر خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر 2009.
ويبدأ التقرير بتقديم رؤية قانونية حول مدى الضرورة الاجتماعية الملزمة لتجريم بعض أشكال الإبداع، باعتبار هذه الضرورة هى إحدى الضمانات الدستورية المتعلِّقة بحرية الفِكر والإبداع، وذلك فى ضوء أحكام المحكمة الدستورية العُليا، إضافةً إلى عرض بعض الأمثلة لقضايا تناولها التقرير فى متنه .
وأكد التقرير على زيادة تلك الممارسات، حيث استخدمت ساحات المحاكم كإحدى الآليات الضاغطة على حرية الفِكر والإبداع، كما تواصلت أعمال الرقابة على السينما، والتليفزيون، والفضائيات، حتى أنه يمكننا وصف تلك الفترة بفترة "الحذف والمنع وقطع الإرسال".
واعتبر التقرير أن كلٌّ من الأزهر والكنيسة قد مارسا دورًا رقابيًّا على المبدعين والمفكرين، حيث أصدر الأزهر قرارًا بمُصادرة كتاب للكاتب محمد عمارة، كما أرسل الأنبا بيشوى رسالة إلى جهاز الرقابة، يطالب فيها بمنع الفيلم الأسبانى (أجورا) إخراج (أليخاندرو أمينابار) والذى كان من المقرر عرضه فى ختام بانوراما الأفلام الأوروبية.
كذلك مارس عدد من الأفراد، بصفتهم الفردية دورًا رقابيًّا أيضًا على عدد من المبدعين والمفكرين، ولعلَّ أبرز مثال على ذلك ما أثير من جدل حول جائزة الدولة التقديرية، والتى مُنِحَت لكلٍّ من: حسن حنفى وسيد القمنى، وما تبع ذلك من ممارسات رقابية، من قِبَل عدد من الأفراد كان أبرزهم المواطن يوسف البدرى، والذى تقدَّم بدعوى قضائية ضِدَّ وزارة الثقافة، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة وشيخ الأزهر، طالب فيها بسحب الجائزة من كلٍّ من: حسن حنفى وسيد القمنى، وذلك بدعوى أنهم "لا هَمَّ لهما إلا الطَّعن فى الإسلام وأحكامه وشعائره ورموزه، وإهانة العقيدة الإسلامية من خلال مؤلفاتهما ومقالاتهما وأحاديثهما عبر الفضائيات" - على حد قوله- كما أشار التقرير إلى الحكم الصادر عن محكمة جُنَح قصر النيل بمعاقبة كلٍّ من: مجدى الشافعى مؤلِّف الرواية ومحمد الشرقاوى صاحب دار ملامح للنشر "ناشر الرواية"، بتغريم كلٍّ منهما خمسة آلاف جنيه، ومُصادَرَة النُّسَخ المضبوطة من الرواية.
كما رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير عام 2009 نحو 18 محاكمة للمبدعين والمفكرين و12 حكما، تنوعت الأحكام والمحاكمات ما بين دعاوى لوقف أعمال سينمائية أو إرجاء منح الترخيص بتصوير سيناريو، هذا بالإضافة إلى المطالبة بوقف قنوات فضائية، وحجب المواقع، والمطالبة بسحب جائزة الدولة التقديرية، ورفض تداول الصحف فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة