رجعت مرهق جدًا من العمل وكان يوما شاقا بمعنى الكلمة وما صدقت خدت دش وكلت اللقمة وألقيت بجسمى على السرير، وإذا بحفيدى يدخل صائحا جدو..جدو..جدو عمو هشام اتصل بحضرتك وعايزك تكلمه ومسكت التليفون وسرحت. ماذا يريد هشام وهو على أبواب الإعدام.. ماذا يريد هشام وتفصله أيام معدودات إما يكتب له عمر إما يكتب له نعى.. ماذا يريد منى وبغض النظر عن كل الذى قيل فموقفه كإنسان ينتظر ويعد الثوانى فما هى حالته وما الذى يدور فى رأسه هل ينام.. يحلم.. يستطعم ويتذوق ما يأكل.. يستغفر.. ماذا يفعل.. اللى متأكد منه إنه لا يبتسم ولا يستطيع.. سبحان الله.. فهناك الكثير ممن قتلوا آخرين ومازالوا يمرحون وينعمون فمنهم من تسبب فى قتل عن عمد وقصد أبو بدون عمد أو قصد المهم أنه أزهق أرواح والأمثلة كثيرة من مقاولين وسقوط عمارات ومن غرق عبارات ومراكب ومن إهمال جسيم والتحذير من قبل فى كارثة الدويقة وقتل جنود مصريين على حدودنا وقتل آلاف المارة سنويا على طرقنا بسبب إهمال وتهور وأنا لا أساوى بين القتل عن عمد والتحريض عليه وعن قتل عن إهمال ولكن أقرب بين التحذير من كارثة إذا وقعت ستزهق أرواح وعدم الأخذ بالتحذير وبين التحريض والربط بينهما ففى النهاية أدوا إلى زهق أرواح.. وتساءلت هل دم الأجانب لونه غير لون دمنا.. هل دم المغنية أو الراقصة أو بائعة الهوى ولا أقصد أحداً بعينه لونه غير لون دم أولاد البلد.. لا أعرف ماذا تريد منى يا هشام ربما تستفيد العدالة والقضاء من موتك وربما يستفيد والد القتيله من حياتك.. ماذا تريد منى يا هشام الآن أبرم معك صفقة وأعرف إنك مستعد لهذا وأعرف أنه قد يتهمنى البعض والألسنة طويلة والعيون مفتوحة ولكن أطعم الفم تستحى العين وإطعام الفم قد يكون بوعد بتزويج خمسه آلاف فتاة وسترهن مرة واحدة معناه إدخال الفرحة وفك كرب عشرة آلاف أب وأم مرة واحدة.. إطعام الفم قد يكون ببناء خمسه آلاف وحدة سكنية لمتضررى السيول بأسرع وقت وإيواء أسر وأرامل وأطفال.. إطعام الفم قد يكون ببناء مستشفى جديد للأورام بأسرع وقت وتجهيزه وتسليمه وإنقاذ آلاف المرضى.. إطعام الفم قد يكون بتعمير جزء كبير من سينا وإقامة مدينة جديدة على حسابك وبسرعة.. إطعام الفم قد يكون باستصلاح مليون فدان بأقصى سرعة عن طريق شباب وخرجيين عاطلين عن العمل بأقصى سرعة.. إطعام الفم قد يكون بعمل معاش شهرى طوال العمر لمليون أرملة أو يتيم أو عجوز لا يجد مأوى ولا تعرف الحكومة طريقه.. قد تقول إنى مستغل وإنى أساومك على حياتك ولكن يا هشام أعرف أن موتك لن يستفيد منه أحد ولا والد القتيلة ولكن حياتك ممكن أن يستفاد منها الاتنين وأنا أحب بلدى ومصلحتها ومصلحة أولاد بلدى تدفعنى لعقد الاتفاق وأنا بهذا لا أشجع على القتل والهروب من العقاب بصكوك غفران، فكثير من قبلك قتلوا أو حرضوا ومازالوا ينعمون أو تم عقابهم وراحوا ونسيهم الناس وبقيت الأفواه مفتوحة.. ماذا أفعل يا هشام لك أدعو والد القتيلة وأشجعه وأراضيه لقبول الدية وأعقد معك الاتفاق والعقد والاستفاده ستكون للجميع.. أقوم وأتكلم علشانك يا مصر قوم.. قوم.. قوم.. صرخات حفيدى فى أذنى قوم يا جدو.. قوم قوم سيتى جابت الشاى قوم قوم.. أفقت من غفوتى ووجدت يدى ممسكة على التليفون وزوجتى تسألنى هل حادثت صديقك هشام معوض لقد اتصل بك. قلت لا لقد كنت مرهقا ومصدعا وتشابهت الأسماء. الحقينى ياستى بكباية الشاى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة