الهجر منك بؤرة تصم الوداد من الفؤاد بالافتراء
الصمت يقبع فى حياتى مالكاً فلا رنين ولا حياة للنداء
وتضافرت كل الهموم فلا أرى نفسى سوى أشلاء
مثل الدليل إذا اعترته ظلمة طمست سهيلاً فى دجا البيداء
وبراثن الأفكار تنهشنى كذئب ضاريا باتت توزع فى ثناياى العواء
يا بؤرة الهجر التى كانت لمن أحببتهم نهج اهتداء
عهدى بقلبى أن يكون مجابهاً للريح والإعصار والأنواء
لكننى من أجلكم أرضخته علمته أول دروس الانحناء
يا بؤرة الهجر اشهدى أنى حبيب قد تمنيت اللقاء
لكن من أحببته لم يأتِ يوم ألقى منه سوى الجفاء
ما بال قلب حبيبتى هل قد من أصلاب الصخرة الصماء؟
لن استعير من الهوى أقصوصة فما (كيوبيد) غير رمزاً للعناء
وهل يكون حداد قلبى كافياً أم يستعاض القرب منى بالعزاء
مالى أرانى ما ملكت سوى القلم حتى بقيت مسلطن الشعراء؟
فإذا هجرتى كل شىء كالحاً تمضى الليالى تعقب العجفاء
فالشمس تسطع كل يوم عامدة إلقاء نظرة عند خط الاستواء
شمسى أنا غابت شهوراً كأننى بعض الخطوط الهامشية فى الهواء
فإذا الشروق أو الغروب طبيعة فهل الكسوف هو الدليل على الحياء؟
