ميادة مدحت تكتب: رسالة إلـى فالانتين بمناسبة عيد الغلب

الأربعاء، 17 فبراير 2010 11:20 ص
ميادة مدحت تكتب: رسالة إلـى فالانتين بمناسبة عيد الغلب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السيد/ فالانتين
بعد التحية،،
سلام الله عليك فى قبرك الذى لا أعرف له مكانا ولا أريد أن أعرف! ولعنة الله على من أقاموا لك احتفالا شرعوه يوما للحب وما هو إلا يوم لإلهاء الناس عن احتياجاتهم الأساسية، وتذكير بعض الناس بأوجاع وآلام يكابدون العام كله، لنسيانها ليأتى يومك فينكأ جراحهم بلا رحمة وهم يرون الدنيا قد اكتست بالأحمر القانى لون دماءهم وعذابهم الذى لا يرحم.

أكره الأعياد التى تذكر الناس بجراحهم .. تلك الأعياد التى تخص البعض وتبهجهم على حساب البعض الآخر .. أمقت عيد الأم الذى لا يراعى لليتم حرمة ولا للفقد هيبة ، ما أدراكم بشعور اليتيم وهو يرى الدنيا تحتفل بالأم فى غيبة أمه وحنانها، وما أدراكم أيها المحتفلون مع أحبتهم بمن يمر عليهم العيد عاما تلو الآخر بلا حبيب ولا صاحب؟

عفوا سيدى فالانتين نسيت أن الخطاب موجه إليك. هل يرضيك يا سيد الأحبة أن يقام يوم باسمك ليكون مجرد كرنفال مجنون من الألوان الكاذبة والقلوب المناورة والمشاعر المصطنعة؟ هل يرضيك أن تتحول رسالتك السامية إلى مجرد يوم وينقضى ؟ ستضحك منى إن قلت لك أن فى بلاد لم تطأها قدماك ستجد فتيات قرويات يهرولن كالنعاج الضالة إلى محال الزهور يشترون باقات الورد لشباب لا يحبونهم وان قمت من قبرك وتجسدت لهن ما عرفوك وان سألتهن لم يشترين الزهور لقلن لك:

-بمناسبة الفالانطاين!!!!!!!!!!!!
أى مهازل ترتكب باسم الحب ، أى حماقات بل وأى جرائم ترتكب ! إن احتفال عمره ليلة لا يليق إلا ببائعات الهوى وبائعى الأوهام .. ترى هل توافقنى الرأى أم تختلف معى؟

يخيل إلى يا سيدى أن من يريق دماء قلبه فى سبيل وهم اسمه الحب كالذى يلقى بيديه إلى التهلكة وأن الذى يزهق قلوب الآخرين بحثا عن سعادة وقتية وانتصار وهمى كالذى يعلن حربا تزهق أرواح البشر تحت شعار مصلحة الدول .

تخيل ! كتبت اليك خطابا لأحتج على الاحتفال بالحب لأجدنى أهاجم الحب ذاته .. لست قاسية القلب ولا متحجرة المشاعر إنما جئت فى زمن هستيرى وفى وطن تحكمه الهستيريا وكلما زادت فيه مظاهر كل شىء كان ذلك دليلا على غيابه ..ستجد الفتيات فى الشوارع يرتدين زى الراهبات وما هن براهبات ، ستجد المسابح فى يد الرجال وما هم بمؤمنين ، واليوم ستجد الشوارع مزدانة بالأحمر وستجد القلوب الصناعية فى أيادى الشباب والبنات ، لكن أستحلفك بكل مقدس لديك إن هامت روحك فوق أرضى ألا تصدق أن ما تراه دلالة على انتشار الحب ، فالحب الذى عرفته فى زمنك انقرض من زمنى، والحب الذى رأيته فى أرضك لا وجود له فى أرضى!
أرجو لروحك السكينة ولأرواح المحتفلين الألم! .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة