أدباء يتهمون اللغة العامية بخلق فجوة بين مثقفى مصر والعالم العربى..

"مختبر السرديات" يناقش تراجع دور مصر الثقافى

الأربعاء، 17 فبراير 2010 11:10 م
"مختبر السرديات" يناقش تراجع دور مصر الثقافى جانب من المحاضرين بالندوة
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت ندوة "الأدب والصحافة جدلية عطاء" التى أقامها "مختبر السرديات"، العديد من القضايا الهامة على الساحة الثقافية العربية أهمها التراجع الملحوظ لدور مصر فى الساحة الثقافية العربية، وجهل المثقفين المصريين بإبداعات الأدباء العرب من مختلف الجنسيات، مما أدى إلى وجود فجوة ثقافية كبيرة بين الطرفين، نتج عنها العديد من المشاكل التى يعانى منها المثقفون المصريون حالياً.

تحدث فى الندوة كل من: الكاتب الصحفى مصطفى عبد الله، مساعد رئيس تحرير جريدة الأخبار والمشرف على صفحة الأدب والثقافة بها، والروائى الصحفى الفنان التشكيلى ناصر عراق مدير تحرير مجلة دبى الثقافية وأحد مؤسسيها، وأدار اللقاء الأديب منير عتيبة مدير المختبر.

وكانت قضية اللغة العربية هى القضية الثانية التى أثارها الكاتبان، حيث تحدثا عن مشكلة انتشار الألفاظ المبتذلة والسوقية فى الكتابة الأدبية والصحفية على السواء، وأوضحا أن المشكلة لم تعد فى استخدام العامية أم لا، ولكن فى طبيعة اللغة المستخدمة التى تسيئ للمعنى وتقلل من قيمة العمل الأدبى أو الصحفى.

وأكد ناصر عراق أن عدد سكان الوطن العربى 340 مليونا تقريباً، من بينهم 100 مليون أمى، فإذا أردنا أن نخاطب 240 مليون مواطن عربى وأن يكون بيننا لغة مشتركة فلابد أن نستخدم اللغة العربية الفصحى، وليست العامية وهذا ليس فى مصر فقط بل فى كل البلاد العربية، حتى يحدث تواصل وتفاعل بين الشعوب العربية ثقافيا واجتماعياً.

وأضاف مصطفى عبد الله أنه على الرغم من أهمية الإنترنت ودوره الهائل فى نشر الإبداعات على مستوى العالم إلا أن له العديد من السلبيات على مستوى اللغة منها: الأثر السيئ للمدونات على الأدب، وفوضى النشر الورقى والإلكتروني، وغياب حركة نقدية حقيقية وجادة، مؤكداً على الدور السلبى الذى تتسبب فيه معظم الجوائز الأدبية والثقافية فى مصر والعالم العربى، حيث تخرج نتائجها بشكل غير متوقع، مما يسبب الإحباط لمعظم الأدباء.

وعلى جانب آخر تحدث ناصر عراق عن رحلته الصحفية فى مصر والعالم العربى التى كان من أهم معالمها مشاركته فى إصدار مجلة الصدى وإشرافه على ملحقها الثقافى، ثم إصداره لمجلة دبى الثقافية كمدير تحرير لها لمدة 11 عاما، وقدم الشكر للأستاذ مصطفى عبد الله، لأنه كان دائما بجانبه فى كل مشوار حياته الصحفى، وأعلن لأول مرة أنه يكتب القصة القصيرة، ولديه أكثر من ثلاثين قصة لم ينشرها، لأنه يجد القصة فنا مراوغا لا يسهل الإمساك به، وذكر أنه يرى نفسه روائيا أكثر، لذلك نشر روايتين هما "أزمنة من غبار"، ومن "فرط الغرام".

ثم بادر بتوجيه سؤالين للجمهور ليشاركه فى التفكير والحيرة أحدهما حول اللهجة المحلية فى الأدب والصحافة وآثارها غير الحميدة، والثانى حول مخاصمة المصريين أو عدم درايتهم بالثقافات العربية الأخرى، مما يخلق فجوة بينهم وبين العرب.

كما تحدث مصطفى عبد الله عن رحلة تجاوزت الثلاثين عاما مارس خلالها الصحافة الأدبية، كما يجب أن تكون فى خدمة الأدب الجميل العميق، تكتشفه، وتنبه إليه، وتدفعه للأمام، وتساعد على خلق حركة أدبية قوية، وحركة نقدية تساندها.

وأشاد بفكرة مختبر السرديات مؤكدا على وجوب دعمه وتوثيقه ومساعدته على الاستمرار لما تحمله الفكرة من قيمة مهمة تحتاجها حياتنا الثقافية من جدية وتعمق واهتمام بالأدب الحقيقى، خصوصا أن المختبر يتم فى قلعة ثقافية عالمية هى مكتبة الإسكندرية.

كما أشار منير عتيبة مدير مختبر السرديات إلى الصلة الكبيرة بين الأدب والصحافة، وكيف أعطى كل منهما للآخر وأخذ منه، وجدلية التأثير والتأثر المتبادل بينهما، وشكر الأديب المبدع الشربينى المهندس لإصداره عددا خاصا من نشرة فاروسيات التى يتحمل كافة أعباء تحريرها وطبعها بنفسه بمناسبة الندوة.

شارك فى المداخلات من الأدباء والشعراء والنقاد أحمد حميدة وأحمد فضل شبلول وسهير شكرى ومنى عارف وحسنى الجنكورى، ووسيم المغربى ومحمد أبو عوف، ود.نادية البرعى وعزة رشاد قطورة وأمينة عبد الله ورشاد بلال ومحمد العبادى وغيرهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة