م. محمد أحمد عبد القوى يكتب.. مصر بين الطاقة النووية وأنبوبة البوتاجاز!

الأربعاء، 17 فبراير 2010 09:38 م
م. محمد أحمد عبد القوى يكتب.. مصر بين الطاقة النووية وأنبوبة البوتاجاز!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا الذى يحدث فى مصر هل هو من قبيل الفكاهة أم من قبيل العشوائية أم من قبيل الكوميديا السوداء، ففى الوقت الذى نتغنى فيه بأننا قادمون بكل قوة إلى المجال النووى تحدث أزمة أنابيب البوتجاز، الأزمة التى تعجز حكومة دولة بحجم مصر عن حلها؟؟؟؟؟؟؟

والغريب أنها ليست أزمة وليدة اليوم، بل هى أزمة سنوية وتتكرر بنفس المشاهد وبنفس الوجوه التى لن تتغير فى القريب العاجل، وإلا فما معنى أن يصل ثمن أنبوبة الغاز فى بعض الأماكن إلى30 وإلى 40 جنيها فى الأنبوبة، وهى فى الأساس لا يزيد سعرها عن الخمسة جنيهات. ثم نأتى إلى قمة الفكاهة، وهى أن تكون مصر فقيرة فى احتياطيات الغاز الطبيعى فهذا مقبول، لكن أن تكون مصر فى المرتبة الـ 17 فى احتياطيات الغاز الطبيعى، ومن أهم الدول المصدرة للغاز الطبيعى، وأيضا بأقل الأسعار حتى مع دولة مثل إسرائيل والتى تنص اتفاقياتها مع الحكومة المصرية التى أبرمت عام 2005 بتصدير 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعى لمدة 20 عاما، بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار لمليون وحدة حرارية، بينما يصل سعر التكلفة 2.65 دولار(يا بلاش) ثم نأتى ونبكى على أنبوبة بوتاجاز.

والذى يحزن بشدة أن مشاكلنا الحقيرة والمتناهية التفاهة أصبحت من مشاكل الدولة الكبرى، ولنا فى رغيف الخبز وأحداث المباراة المشهورة بين مصر والجزائر عظة وعبرة وأصبحت القضايا الكبرى ليست على الوياتنا القصوى مثل الطاقة النوويه وأرض الضبعة والتى أصبحت معلم سياحى بين ليلة وضحاها والانتخابات الرئاسية والتى أصبح كل من يفكر فى ترشيح نفسه يعتبر ممن يعيشون فى كوكب آخر وليس فى مصر ويدخل فى عداد المتهمين والمتآمرين والحاقدين على مصر.

ومع كل ذلك يظهر أصحاب المصالح الخاصة ففى أزمة الأنابيب هذه أصبح بعض الناس أغنياء فى مدة لا تتجاوز شهرا مع غياب رقابة الدولة على مخازن التوزيع وانتشار البلطجة وعدم الخوف من القانون ولا من المجتمع، وبالتالى أصبح الناس بين نارين إما الجشع والاستغلال وإما الموت جوعا وحسرة وكمدا، والغريب أن مشعل النار هى حكومتنا الغراء التى أثبتت بالفعل أنها لا تصلح لإدارة أصغر إقليم فى أى مكان فى العالم فلا جدوى للكلام عن إنجازات أو تقدم، ونحن مازلنا نبحث عن حل لمشكلة أنبوبة البوتاجاز أين السادة مسئولو التخطيط والبترول لعمل دراسة وخطة متكاملة لتوصيل الغاز الطبيعى لكل مكان فى مصر.

وفعلا كم ذا بمصر من المضحات ولكن ضحك كالبكاء.

* معيد بمركز بحوث وتطوير الفلزات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة