سيادة الرئيس.. اسمح لى أن أطرح على سيادتكم سؤالا جال بخاطرى كمواطن عاشق لهذا الوطن.. والسؤال لماذا لا تستقبل الدكتور محمد البرادعى بمكتبكم فى مصر الجديدة؟
هذا السؤال أطرحه لأمرين هامين.. الأول أننا نكن كل احترام وتقدير لشخص الدكتور محمد البرادعى باعتباره ابن مصر شرفها فى المحافل الدولية بصفته عالما كان يدير منظمة مهمة وهى الهيئة الدولية للطاقة الذرية، وحظى باحترام العالم، كما أنه صاحب مبادرة إصلاحية لبلده مصر، والجميع لا يمكن له أن يقف ضد الرؤى والأفكار الإصلاحية.
الأمر الثانى أن سيادتكم رب الأسرة المصرية بكل انتماءاتها ولديكم من سعة الصدر فى تقبل الآخر ما لم يتوفر لكثير من نظرائكم سواء السابقين فى الداخل والحاليين فى الخارج، كما أنكم تؤمنون بكل الأفكار البناءة القائمة على خدمة الوطن والمجردة من الأهداف والمآرب السيئة.
كما أن استقبالكم لعالم مصرى أنهى خدمته فى هيئة الطاقة الذرية إنما تأتى تكريما له، وأنتم أول الحريصين على تكريم أبناء مصر وكان آخرها أبطال المنتخب الوطنى لكرة القدم، كما سيقطع الطريق أمام المزايدين والمتاجرين بالشعارات الوهمية، ومحاولتهم دس السم فى العسل واللعب بمشاعر البسطاء من خلال الإيحاء بأن النظام غاضب من البرادعى، وأنه لا يريده أن يعود إلى وطنه.
الدكتور محمد البرادعى يا سيادة الرئيس أعلنها صراحة أنه لن يخوض انتخابات الرئاسة فى 2011 إلا بشروط، بجانب أن الرجل لديه من الفطنة والخبرة التى تمكنه من إدراك محاولة البعض الزج باسمه فيما لا ناقة له فيه ولا جمل، وأن الرجل لن يقبل بحكم شخصيته ومكانته العلمية والعالمية وحنكته فى التعامل والحوار على طاولة المباحثات مع زعماء وسياسيين من مختلف الأجناس أن يتم جرجرته على أرضية أصحاب الشعارات.
سيادة الرئيس لو وافقتم وقررتم استقبال البرادعى فى مكتبكم بمصر الجديدة أو قصر القبة فستكون ضربة معلم، من كبير الأسرة وربها لاحتواء ابن من أبناء مصر كان عنوانا مهما وكبيرا لها فى الخارج، ولابد للأب أن يحتوى الأبناء ويكرمهم، وحتى لا يتركه فريسة لأصحاب الهوى، وتأخذ بيده ولا تشعره بأن مشروعه الإصلاحى سيكون بمثابة السد العالى الذى سيحجب عنه طرح رؤياه بحرية فى وطنه، كما أن استقبالكم له سيرسخ للشرفاء من أبناء هذا الوطن بأن جهودهم لا تضيع هباء منثورا، وأن لها صدى قويا وجيدا فى صدر رب الأسرة.
إن استقبالكم للبرادعى سيدفع به إلى أحضان الشرفاء الذين يتبنون مشاريع إصلاحية تخدم مصلحة البلد وتدفع بها إلى مصاف الدول المتقدمة، وتجتث "النبت الشيطانى" من أرضية النضال الوطنى.
دندراوى الهوارى يطرح السؤال: لماذا لا يستقبل الرئيس مبارك فى مكتبه بمصر الجديدة الدكتور محمد البرادعى كعالم مصرى شرف وطنه فى المحافل الدولية؟
الأربعاء، 17 فبراير 2010 10:08 م