هانى صلاح الدين

الغرب العنصرى والتطاول على الرسول

الأربعاء، 17 فبراير 2010 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين الحين والآخر يخرج علينا عنصريو الغرب باستفزاز جديد لمشاعر المسلمين، وذلك من خلال تطاولهم على سيد الخلق محمد رسول الله الكريم..

وكان آخر هذه المهازل الأخلاقية، ما قام به بعض رسامى الكاريكاتير بالنرويج مؤخرا من نشر رسوم مسيئة لرسول الإنسانية بصحيفة 'داجبلاديت' النرويجية، التى نشرت رسوما كاريكاتورية فى 3 فبراير الجارى مسيئة لنبينا العظيم، وقام جروب على الفيس بوك بوضع روابط هذه الرسوم على الفيس بوك، وتأتى هذه الخطوات الاستفزازية بالرغم من الاعتذارات الظاهرية عن مثل هذه الجرائم اللا إنسانية، ولكن طابع العنصرية غالب على هذا الغرب، الذى يحتاج مننا لوقفة جادة، حتى يقف عند حده، فلو علموا من هو محمد صلى الله عليه وسلم ما فعلوا ذلك.

فقد جاء رسولنا الكريم رحمة للعاملين، حمل رسالة قامت على نبذ العنصرية وقبول الآخر، أكد بمواقفه العملية حرصه على إرساء وتدعيم مكارم الأخلاق، بل خطط لعالم يسوده الود والوحدة، يتساوى فيه جميع البشر بمختلف معتقداتهم وألوانهم وأجناسهم.

لم يجبر أحدا على اعتناق الإسلام، كان شعاره (لكم دينكم ولى دين )، دافع عن دينه وأثنى على من سبقوه من الرسل والأنبياء، ووصف نفسه الشريفة - بتواضع جم- بـ"اللبنة" التى أكملت جدار التوحيد الذى أرساه إخوانه من الرسل والأنبياء بداية بأبينا آدم ونهاية بسيدنا عيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام.

أوجب على أمته حسن التعامل مع أهل الكتاب فـ"من آذى ذميا فقد أذانى" وعدم المساس بمقدساتهم، إنه خاتم الأنبياء والرسل، رافع راية حرية التعبير التى تتنزه عن النيل من الرسل والمقدسات.

أنه محمد (صلى الله عليه وسلم) الذى أنزل الناس منازلهم حتى لو اختلفت معتقداتهم مع عقيدته صلى الله عليه وسلم، فنجده يصف "هرقل" بأنه عظيم الروم، ويكرم عدى بن حاتم الطائى لكرم أخلاق والده.

إنه الرحمة الذى عظم قيمة الإنسان حتى لو كان ينكر نبوته وشريعته، فها هو يقوم واقفا أثناء مرور جنازة يهودى وعندما استغرب أصحابه أكد أنها نفس بشرية من صنع الخالق وعلى الجميع احترامها.

إنه رسول الحكمة التى دفعت أعداءه من المستشرقين إلى الاعتراف بقيمته فى تاريخ البشرية، فيؤكد أحدهم أن لو رسولنا العظيم يعيش بين ظهرانينا لحل مشاكل العالم وهو يحتسى فنجانا من القهوة.

إنه الإنسان الذى أبى أن يعتدى أى شخص على حرمة الأجساد بعد وفاتها حتى لو كان أعتى المحاربين المعادين لأمته، فقد نهى أتباعه ليوم الدين عن التمثيل بجثث الأعداء.

إنه المصلح الذى ابتغى إصلاح العالم من المفاسد وإنقاذ البشرية من وحل المادية التى تجر العالم إلى أسفل الأسفلين، إنه محمد الذى تقف الحروف والكلمات والمعانى عاجزة عن وصفه خجلة من تقصيرها فى حقه.

وأمام هذه القمة الشامخة وجدنا نوعية من البشر صنعتهم العنصرية والشيطان ودفعتهم أوحال المادية إلى التطاول والنيل من سيد الخلق، فتارة يسودون صحفهم بعبارات التجريح وتارة أخرى يسودونها برسومات كاريكاتورية تحمل أوصافا لا تليق إلا بمثلهم من عباد الشهوة والإرهابيين الذين تفننوا فى إرهاب المحجبات والمسلمين عامة.

ولم يكتف عٌباد العنصرية بنشر جريمتهم مرة واحدة، بل عاودوا الكرة معلنين تحديهم لمشاعر المسلمين رافضين الآخر، كافرين بكل معانى حرية الاعتقاد والحريات الشخصية، معلنين للعالم عن حقدهم الدفين وعزمهم الأكيد على مواصلة طريق الغواية ودق طبول الحرب الخبيثة ضد أبناء عقيدة الإسلام.

بل وصل حقدهم إلى تصوير مقاطع فيديو تصور اعتداءات إجرامية على كتاب الله ملأوا بها ساحات الإنترنت، كما قامت هولندا مؤخرا بتصوير فيلم للنيل من عقيدة المسلمين وكتابهم ضاربين بكل الأعراف الدولية - التى تفرض احترام الكتب المقدسة على الجميع- عرض الحائط.

وأمام هذا الإجرام المتصاعد خرج المسلمون فى أنحاء العالم من قبل وفى النرويج خلال الشهر الحالى متظاهرين، يعلنون غضبتهم تجاه هذا الإجرام العنصرى وقد طالب البعض من أبناء الأمة بضبط النفس وعدم التظاهر، وأرى أن هذه المظاهرات هى حق للمسلمين للتعبير عن استنكارهم واستيائهم وإشعار هؤلاء المتطاولين بأن الأمة مازالت حية، وأنها على استعداد لدفع الغالى والثمين من أجل الزود عن رسولها وقرآنها.

وبالطبع لن يقف دورنا عند هذا الحد، بل علينا جميعا أن نتخذ إجراءات تشعر هؤلاء بجرمهم تجاه المسلمين، ومنها أن نُفعل مبدأ المقاطعة لمنتجات أعداء الرسول؛ حتى تكون ردود أفعالنا فاعلة لا منفعلة فقط، فهؤلاء لا يعرفون إلا لغة المادة، وإن توجيه ضربات اقتصادية لبلدانهم سيكون له بالغ الأثر، ولا أتصور أن يدخل المسلم إلى بيته أى منتج دنمركى أو هولندى بعد هذا التطاول الفاشى على عقيدتنا ورسولنا فهنا، يظهر الولاء والبراء.
ولا يفتنى أن اثنى على دور علمائنا الذين طالبوا المسلمين بمقاطعة منتجات أعداء رسولنا العظيم وإصداره فتوى بتحريم شراء منتجاتهم.

كما علينا جميعا نصرة رسولنا بنشر سيرته العطرة والاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) وتعليم أبنائنا منهجه وسنته الشريفة وتدشين حملات إعلامية فى الفضائيات والصحف والإنترنت لتعريف العالم برسول الإنسانية وإزالة الغشاوة التى يحاول العنصريون فرضها على أعين غيرنا وليكن شعارنا (معا لنصر رسول الله).

ولا أستطيع أن أنكر أننى كنت مقتنعا بإدارة حوار مع هؤلاء المتورطين فى هذه الجريمة وأثنيت كثيرا على مبادرة الداعية عمرو خالد و الدكتور طارق سويدان السابقة ، من أجل تعريف هؤلاء بقدر الرسول العظيم، لكن أثبتت الأيام أن هذه النوعية من البشر يتحكم فيها الحقد الدفين والعنصرية البغيضة ولا تجدى معها هذه اللغة الراقية التى تعجز عقولهم العقيمة عن استيعابها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة