د. أشرف بلبع

الرئيس ودعم التغيير الجذرى من أجل مصر

الأربعاء، 17 فبراير 2010 07:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التغيير الجذرى هو ضرورة لإنقاد مصر. هذه مقولة لها أسانيدها فى معاناة الشعب وفى موقف مصر المتراجع بين الأمم. هل يناصر الرئيس هذه الرؤية ويدعمها ؟ الواضح أن رؤية التغيير الجذرى لا تجد قبولا من الرئيس و لذلك أسبابه بالتأكيد.

يتمتع الرئيس فى ظل الأوضاع المستقرة حاليا بسلطات شبه مطلقة يدعمها الدستور، بما يجعل الرئيس محور الحركة وبما يخل بمبدأ توازن السلطات إخلالاً جسيما. إضافة لذلك يضع الدستور الرئيس فى منزلة تنأى به عن أى مساءلة.

هذا بلا شك وضع مريح لأى رئيس وخاصة عندما يقتصر عليه وحده من الناحية الفعلية حق تغييرهذا الدستور، ولكنه بلا شك أيضًا وضع فى غير صالح النهضة المطلوبة لمصر.

تتيح وضعية الرئيس كمحور لكل حركة أن يضع تصوره موضع التنفيذ الفعلى فى كل اتجاه، بما فى ذلك بناء الأغلبية المطلوبة فى مجلس الشعب، وبالتالى تمرير ما يراه من قوانين وأيضاً اختيار رئيس مجلس الشعب لتسهيل ذلك، وبالمثل يحدث هذا فى مجلس الشورى وأى مجلس شعبى آخر، ثم يقوم مجلس الشورى تبعا لرؤية الرئيس بتعيين قيادات الصحف القومية وأيضًا قيادة وأعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان ليصبح الجميع فى دائرة المشيئة الرئاسية.

بالمثل يختار الرئيس عن طريق وزارة قيادات الإذاعة والتليفزيون الأرضى الذى يدخل كل بيت، كما يختار وزارة كل قيادات حركة المجتمع فى قائمة لا تنتهى، بما يكفل واقعيا سيطرة مريحة وتامة على كل أمر، ويجتهد فى ذلك كل من شرف باختياره فى هذه المنظومة. تكتمل هذه المنظومة بجهاز للأمن هو الأعلى كفاءة والأعلى تمويلا بين أجهزة الدولة عامة. لا شك أنه من الصعب على الرئيس أن يرفض مختارا وضعا مسيطرا كهذا.

الاعتقاد أيضًا كبير جداً أن الرئيس يؤمن بأن الاستقرار الضرورى لمصر يرتكز على وجوده وسيطرته أو من يوليه هو ثقته، وأنه إحقاقًا لذلك لابد من الامتنان له لتحقيق هدف الاستقرار ولكونه مازال يجتهد للحفاظ عليه فى مثل هذا السن.

لا شك أيضًا أن هناك إيمانًا شبه تام من الرئيس ومعاونيه بأن الفريق يعمل ليل نهار، والجميع يضحى فى سبيل تسيير الأمور بكل ما فيها من صعاب. لا ننسى هنا الإيمان الراسخ لدى هذا الفريق أن الشعب هو المسئول عن جانب كبير من متاعبه بزيادة نسله الذى يأكل ثمار التنمية أولاً بأول.

الحقيقة التى يجب ألا تنسى فى أى سياق هى أن الحال ليس جيدًا والخط البيانى العام لمسيرة مصر قياسا على باقى الأمم هو تراجعى، وأن الشعب يعانى فى كل تفاصيل الحياة على أرض مصر وتهدر كرامته داخلها وخارجها أيضًا.

لا يجب أن نتناسى أن الشعب مظلوم عندما نحمله مسئولية تأخر مصر، بما أن النظام لم يحمل كما يجب عليه مسئولية تعليمه تعليماً حديثًا يعتد به.

لابد أن يتم التركيز على تقييم واحد وهو مدى تحقيق نهضة مصر. لا يمكن أن نقبل مبررات لإهدار مبادئ النهضة من أمثال أن القادر على حمل الأمانة والحفاظ على مصر هو واحد فقط فنهدر مبدأ من مبادئ النهضة وهو تداول السلطة، ولا يمكن أن نصف النظام الحاكم بالنجاح لمجرد أنه مسيطر ويحفظ استقرارا له صبغة التيبس، ولا يمكن قبول تطورًا لمصر إلا بعد قياسه على معدل تطور الدول الأخرى الناهضة ولابد من رفض هدا التدهور النسبى الذى يتزايد مع الزمن.

لابد من التغيير ولا يمكن أن نركن إلى مقولة إن هذا أحسن الممكن بعد ثلاثين عاما، وإنه يكفينا الاستقرار.. وأسفًا كبيرًا إنه يحمل فى طياته جمودا.

هل آن لمصر أن تأخذ بأسباب النهضة كما أخذت بها الدول الناهضة، ونكف عن اتباع أساليب الفراعنة فى تأليه الحاكم ووضعه كمحور وحيد للحركة لا يمكن أن يكون له بديل.

هل يبادر الرئيس بقيادة مصر باتجاه التغيير الجذرى نحو الديمقراطية الحقة والانتخابات الحرة وباتجاه تداول السلطة ورقابة الشعب على حكامه ومشاركته القلبية معهم فى دفع مصر على طريق النهضة؟ هل يقوم الرئيس بذلك فيدخل التاريخ المصرى باعتباره من أطلق تلك النهضة؟ بل ويدخل قلوب المصريين ليبقى..

لأجل مصر وحدها.. هل يقوم الرئيس بذلك؟

* أستاذ بطب القاهرة






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة