عندما ننظر إلى المرآة فلا نجد سوى أشباح فإننا عند إذ يجب أن نراجع عقولنا... قلوبنا.. كما نراجع ضميرنا.......
كثيرا ما أجد من لم تفارق مياه الغسل أوجههم ولكنهم تناسوا يوما أنهم يجب عليهم ولو مسح قلوبهم ونسيان ما أفرزه زمان نعيش فيه تحت مظله التعاملات.
اشتقت كثيرا إلى أن أعيش وحيده داخل جدار غرفتى الكبيرة فى قلبى.. الصغيرة فى أعين الناس.. سعيدة فى ألوانها... تعيسة فى وحدتها .. اشتاق إليها لأننى أجد فيها من يعيش بتسامح .. وبحب
أجد فيها من يمشون يحلمون ويتألقون فى لباسهم ويمتازون بأناقتهم، أنظر إلى قلوبهم فأجدهم يمرحون .. أنظر إلى عقولهم أرى فيها صفاء السماء ... وإلى ضميرهم فأجد نقاء البحار .. أما قلبهم فبستان وروود تتناثر فيه الألوان ..
أخبركم بأسرار غرفتى..
وجدت فيها ذات يوم طفلا يبكى على حافة الطريق فسألته عن حاله أخبرنى بأنه عاش وحيدا فى حياته فوعدته بأن يعيش معى فى غرفتى المليئة بالناس والأحداث، وبالفعل اصطحبته معى إلى عالمى وبدأت أزرع بداخله المرح.. التفاؤل.. الحب.. الإحسان .. و الصدق.
عاش معى فى غرفتى وعالمى وفاض به الحب فأصبحت حياته بعد سنين فى احتياج إلى حب عمره.
عدت مرة أخرى إلى نفس الحافة التى وجدته فيها لأتخذ له حبا لعمره لأننا دائما نحمل الحنين بداخلنا إلى مكان رؤية أعيننا للنور.
وعلى نفس الحافة وجدتها.. خمرية.. ساحرة.. تبهر من ترى عيناه جمالها.. اقتربت منها فوجدتها قمه الأنوثة والحياء، فقررت أن أنقلها إلى عاصمة الحب بداخل بلاد غرفتى.. وجلست معها لساعات قبل أن ترى نصفها الآخر لأقص عليها كلمات عليها سماعها قبل أن تكون شريكة حياة لرجل كمثل الذى تربى فى عالمى.
وبدأت وعدتها أنه سوف يحبها ويحب أن تكون مستقلة
وأنه يحب المرأة الذكية ويحب التى تحترمه
وعليها أن تتركه يستمتع برجولته، وألا تكون نكدية وكثيرة النق
وتساعده لينجح فى حياته...
نظرت إلى بعينى اللؤلؤ التى تحملها على وجه القمر وقالت لى أوعدك بأن يكون هذا مبدئى وهذه حياتى وأنتى من ألجأ إليه عند حزنى.. وضعت يدى على فمها وطلبت منها أن تكون هى ملاذ نفسها عند الشكوى وأحضانه هى ملاذ قلبها المتألم..
وتركتها لتنطلق لحياتها وتصنع عالم جديد..
ولم تمر ساعات حتى وجدت كل من فى مدينتى يزفون قلبين جمع بينهم عالمى وعقلى ومن الفرحة نزفت دموعى على ورقة كتب عليها أن على الاستيقاظ الآن.
هذه غرفتى الخالية... عالمى الخالى... لا أحد هناك ... كل من رأيته كان حلما .. حلما .. حلما ..
وداعا يا أجمل حلم رأيت نفسى فيه.
وإلى أن نلتقى سوف أجتر الأنفاس الأخيرة فى هذا الحلم لعل العقول تصبح مريضة وأجد حلمى حقيقة.
ألاء فتحى تكتب.. أحــــــــلام غرفتى الصغيرة
الأربعاء، 17 فبراير 2010 01:22 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة