يشارك وفد مصرى فى فعاليات افتتاح النشاط السينمائى لاحتفالات قطر بكونها عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، يتكون من 3 مخرجين هم خيرى بشارة ومحمد نبيه والدكتور مدكور ثابت، إضافة إلى الناقدة خيرية البشلاوى التى ستدير الندوات المصاحبة لهذه الفعاليات التى ستقام تحت عنوان "أفلام من قطر" خلال الفترة من 20 إلى 22 فبراير وتنظمها رئيس لجنة النشاط السينمائى فى احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية.
وتنطلق الفعاليات بعرض الفيلم الروائى "دانة" مساء 20 فبراير الجارى، قصة وسيناريو وحوار: جاسم صفر وعبد الرحمن محسن، بطولة وداد عبد اللطيف وسعد بورشيد، إخراج إبراهيم الصباغ، وتدور قصته حول الغوص والبحث عن اللؤلؤ من خلال قصة تجمع ما بين الرومانسية والصراع الاجتماعى وتحمل بين سطورها كل معانى الإصرار والتحدى، وسوف يعقب الفيلم ندوة بمشاركة أبطال الفيلم والمخرج والكاتب.
ويلتقى جمهور الاحتفالية مساء الأحد 21 فبراير مع الفيلم الروائى "الشراع الحزين" إنتاج وحدة الأفلام التسجيلية بتليفزيون قطر، إخراج محمد نبيه إنتاج 1976 وتدور قصته حول العلاقة بين الإنسان القطرى والبحر الجامع من خلال أسرة قطرية ارتبط مصيرها بالبحر، حيث كان البحر امتداداً لحياة الإنسان القطرى ومصدر رزقه، أما فيلم الفنون التشكيلية تسجيلى فسوف يتم عرضه يوم الاثنين 22 فبراير، تصوير أحمد بابكر، وتعليق عدنان الشريف، سيناريو وإخراج خيرى بشارة، كما يعد الفيلم بانوراما حية ومدهشة تؤرخ لمسيرة عدد من رواد التشكيل فى قطر، تأثروا بالمحيط البيئى والفعل الاجتماعى وجملة المتغيرات التى حدثت فى المجتمع القطرى، وتعكس التطور المدهش للرصيد التشكيلى لذاكرة وطن تجسدت فى عدد من مبدعيه.
ويعرض فيلم "السماكين فى قطر" يوم الاثنين 22 فبراير، سيناريو محمد جاسم العلى، إخراج مدكور ثابت، وتدور قصته حول عشرات المراكب التى تحمل مئات من السماكين وأحلامهم بصيد وفير، والأفلام كلها من إنتاج تلفزيون قطر.
وتعتبر هذه التظاهرة هى الأولى من نوعها، التى تحتفى بمجموعة من الأفلام التى شكلت البدايات الأولى للسينما فى قطر ووضعت بصماتها على خريطة الثقافة القطرية، وتقدم التظاهرة مساحة فريدة لجمهور السينما بعرضها لهذه الأفلام التى وثقت لتراث قطر وشهدت التحولات الهامة فى مسيرتها، وعكست صورة الدوحة قبل 3 عقود كانت نابضة بالحياة والأمل.
وقال الفنان القطرى خليفة المريخى رئيس لجنة النشاط السينمائى لاحتفالات الدوحة عاصمة ثقافية للوطن العربى، إنه تم وضع برنامجاً سينمائياً حافلاً يتيح لجمهور الفن السابع بقطر التواصل مع مختلف الثقافات، وتلقى الضوء على مجموعة من الأفلام رغم تباين اتجاهاتها الفنية فقد أثرت فى الفكر السينمائى العالمى، مثل الفيلم الفرنسى السيد إبراهيم وإزهار القرآن بطولة عمر الشريف، والفيلم التونسى بابا عزيز ويعقب هذه الأفلام ندوة سينمائية.
ويحتوى البرنامج أيضاً على تظاهرات مختلفة للمدراس الإبداعية المختلفة مثل السينما الخليجية، وأفلام من فلسطين، والسينما العراقية ما بعد الغزو وبرنامج خاص لأفلام حقوق الإنسان، وللأفلام المصرية ضمن الأسبوع الثقافى المصرى، مشيراً إلى أن السينما يمكنها أن تحقق التواصل بين الشعوب وتصبح بوتقة لتلاقى الثقافات.
وقال السينارسيت المصرى عبد الرحمن محسن مدير شركة قطر للسينما وعضو لجنة الاحتفالية، إنه سيتم عقد ندوة فنية لكل الأفلام المشاركة فى المهرجان السينمائى بحضور أبطال الفيلم والمخرجين حتى يتعرف عليهم الجمهور القطرى، وحتى نقدم لمسة وفاء للمخرجين القدامى، وأضاف أن الجمهور على موعد مع ضيوف هذه التظاهرة أمثال المخرج المصرى خيرى بشارة مخرج فيلم الفنون التشكيلية فى قطر، والدكتور المخرج مدكور ثابت الرئيس الأسبق لأكاديمية الفنون فى مصر، مخرج فيلم السماكين فى قطر، بالإضافة إلى المخرج محمد نبيه مخرج الفيلم الروائى "الشراع الحزين"، إضافة إلى العديد من المثقفين السينمائى.
وأوضح محسن، أن النشاط السينمائى فى قطر بدأ فى الأربعينيات من القرن الماضى وارتبط بظهور النفط ووفود العديد من شركات التنقيب الأجنبية، ولكن حركة التحديث جاءت بعد الاستقلال فى بداية السبعينيات وأولت الدولة اهتماماً ملحوظاً للحركة الثقافية والإعلامية، وأوضح أن النشاط السينمائى ارتبط فى هذه المرحلة بظهور التلفزيون وإنشاء وحدة للأفلام التسجيلية والقصيرة تابعة له قامت بإنتاج عدد من الأفلام التى شكلت الركيزة الأولى فى تاريخ السينما القطرية، كما حدثت نقلة نوعية هائلة فى مجال مشاهدة الأفلام بتأسيس شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام فى عام 1970 والتى ساهمت فى قيام معظم دور العرض السينمائى ومع بداية الألفية الجديدة شهدت قطر نهضة غير مسبوقة فى كل المجالات بعد ظهور جيل جديد من السينمائيين الدارسين لفنون وحرفيات السينما قاموا بتحقيق مجموعة من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة توجت فى منتصف عام 2009 بإنتاج أول فيلم روائى قطرى طويل وهو فيلم "عقارب الساعة" من إنتاج وزارة الثقافة والفنون والتراث، وشهدت دور العرض السينمائى طفرة هائلة وقفز عدد صالات السينما إلى ما يقارب الخمسين صالة تستخدم أحدث وسائل تكنولوجيا العرض، مضيفاً أن السينما أصبحت اليوم رافداً ثقافياً هاماً وإحدى وسائل الترفيه الأكثر جاذبية فى قطر.