مصطفى أبو النور يكتب.. نسور فى سماء سيناء

الثلاثاء، 16 فبراير 2010 09:09 م
مصطفى أبو النور يكتب.. نسور فى سماء سيناء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك فى سيناء أرواح ترفرف فى سمائها أرواح من ضحوا لأجلها، منهم من عرفت قصته ومنهم من دفنت معه، ومصر لا تنسى أبناءها العظام، لذلك لابد من تخليد ذكراهم ونشر قصصهم، وسنبدأ بهذا البطل الشهيد العريف سيد زكريا خليل
قصة الشهيد - سيد زكريا خليل - واحدة من بين مئات القصص التى أبرزت شجاعة المقاتل المصرى، ومن الغريب أن قصة هذا الجندى الشجاع ظلت فى طى الكتمان طوال 23 سنة كاملة، حتى اعترف بها جندى إسرائيلى سابق فى ميدان المعركة، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصة هذا الشهيد، وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء).

تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996 فى ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين فى الحرب، وفى هذا العام اعترف سفير إسرائيل فى ألمانيا الذى كان جنديا إسرائيليا لأول مرة للسفير المصرى فى ألمانيا بأنه قتل الجندى المصرى سيد زكريا خليل، مؤكدا أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليا بمفرده.

وسلم الجندى الإسرائيلى متعلقات البطل المصرى إلى السفير وهى عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به، إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندى الإسرائيلى إنه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة تقديرا لهذا البطل، وأنه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء.. وجاء هذا الاعتراف للسفير المصرى من قبل الجندى الإسرائيلى السابق بعد تردد بالغ فى كشف هذا السر.. ويقول السفير الإسرائيلى أنه كان مذعورا من هذا الشخص الذى يقتل رفاقه واحدا تلو الآخر ولم يكن يصدق أنه نفر واحد.. وقال إنه كان خائفا وكان مختبئا حتى تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد ...

تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات فى أكتوبر 73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلى جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية فى حقل ألغام، ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفى الدين غازى بالاختفاء خلف إحدى التباب، وإقامة دفاع دائرى حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أى هجوم، وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة فى اتجاه معين، وبعد انصرافهما زمجرت 50 دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر، وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتى تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها .

وعند حلول الظلام وبينما يستعدون للانطلاق لأرض المهمة ظهر البدويان ثانية وأخبرا النقيب غازى أن الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق، ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلى منطقة المهمة بأرض الملعب، واحتمت بإحدى التلال وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار - وسيد زكريا – وعبد العاطى - ومحمد بيكار - إلى بئر قريبة للحصول على الماء، حيث فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لإبلاغ قائد المهمة بإعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس، وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم - سيد زكريا - وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر.

وفى طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها ، فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات على الفارين منها ، وفى هذه المعركة تم قتل 12 إسرائيليا ، ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها غير أنها فوجئت بطائرتى هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أى مصرى للانتقام منه ، ثم انضمت اليهما طائرتان أخريان وانبعث صوت عال من احدى الطائرات يطلب من القائد غازى تسليم نفسه مع رجاله.


وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندى حسن السداوى باطلاق قذيفة (آر.بي.جي) على احدى الطائرات فأصيبت وهرع الإسرائيليون منها فى محاولة للنجاة حيث تلقفهم - سيد زكريا - أسد سيناء برشاشه وتمكن وحده من قتل 22 جنديا.

واستدعى الإسرائيليون طائرات جديدة أبرت جنودا بلغ عددهم مائة جندى أشتبك معهم أسد سيناء، وفى هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفى الدين غازى بعد رفضه الاستسلام، ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع أفراد الوحدة واحدا تلو الآخر، ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار فى مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائة، حيث نفدت ذخيرتهما ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندى إسرائيلى (السفير الإسرائيلى) خلف البطل، وأفرغ فى جسده الطاهر خزانة كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور، ويسيل دمه الذكى على رمال سيناء الطاهرة، بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور فى سجل الخالدين.

وإذا كان سيد زكريا قد استحق عن جدارة التكريم، فالواقع أن المجموعة كلها برئاسة قائدها لم تكن أقل بطولة وفدائية، فهم جميعهم أسود سيناء ومصر لا تنسى أبدا أبناءها.

وقد كرمت مصر ابنها البار، فبمجرد أن علم الرئيس مبارك بقصة هذا البطل حتى منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، كما أطلق اسمه على أحد شوارع حى مصر الجديدة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة