سامى عبد الجيد يكتب.. عجيبة

الثلاثاء، 16 فبراير 2010 01:33 م
سامى عبد الجيد يكتب.. عجيبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عجيبة ليس ذاك الشاطىء الجميل القابع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بمحافظة مرسى مطروح.
لكن عجيبة لكل ما نرى ما يحيط بنا..
عجيبة لمنطق الحرية الذى يستخدمه الإنسان عندما يفرض على الآخرين أن يشاركوه فرحته، وذلك أثناء سير موكب الفرح باعتراض السيارات الذى خلقه دون أى اعتبار لما قد يتسبب فيه من أذى للآخرين.

عجيبة لمن يصدر قرار أو قانون وهو يعلم بأنه غير قادر على تنفيذه (مثل قانون منع الشيشة).
عجيبة أن يكون هناك زوج سابق وزوجة سابقه - ووزير سابق ومدير سابق وهكذا دواليك ولم نسمع عن رئيس سابق.

عجيبة فى ألا يكون للمواطن المصرى أى اهتمام بقضايا وطنه ولا يشغل نفسه بالأمور السياسية، ويعطى كل وقته ووطنيته فى مباراة كرة قدم. ولا يهتم لأى شأن آخر.

عجيبة فى ذاك المواطن الذى سعى لعمل توكيل لتأسيس حزب، ومع ذلك تجده وقد عافت نفسه فجأة وبدون مقدمات بالابتعاد والانزواء وعدم التفاعل.

عجيبة فى المواطن الجالس فى منزله ويسأل ماذا تفعل الأحزاب؟ وماذا قدمت؟ وترديد نغمة اليأس، ترى هل هناك أحزاب بدون أعضاء؟
عجيبة للمواطن الذى يقول إنه مستقل أو إنه منتسب أو داخل الحزب من منازلهم.

عجيبة فى طبعنا جميعا وفى سوء إدارتنا لمدخراتنا - فنحن إما ننفق ما ادخرناه، أو نستدين لنقوم بتعليم أولادنا علما بأننا نعلم بأن طريقهم سوف يكون للمقاهى أقرب منه للوظيفة.
عجيبة فى النخبة التى لا تقوم بدورها – فهى تعارض من داخل صالونات ثقافية – وبلغة لا يفهمها رجل الشارع، مع أن التغيير الذين يدعون إليه لن يكون إلا بتفعيل دور المواطن العادى وتبصيره بحقوقه وما يترتب عليه من آثار تعود عليه بالنفع.

عجيبة أن يخرج علينا أباطرة الحزب الوطنى للحديث عن الديمقراطية – فى ظل وجود التضييق الأمنى على العمل الحزبى، والحديث عن المواطنة فى ظل التمييز والعنصرية فى التعيينات – بل وإرساء مبدأ التوريث لكل الوظائف العليا، بل وانتشار الرشوة والمحسوبية.

عجيبة على من يخرج علينا من أعضاء الحزب القياديين ليتحدثوا عن فشل التعليم والصحة، وكأن المعارضة أو المواطن هو المسئول عن الفشل فى السياسات، أليس لديهم حمرة الخجل – فى حكم استمر ثلاثين عاما ويريدون استكمال مسيرة الإخفاقات.

عجيبة فى أن ترى المرأة تخرج فى مظاهرات كروية من الخرطوم إلى أنجولا إلى شوارع مصر ترقص جزلا وفرحا بالبطولة. ثم نراها فى مجال العمل السياسى خرساء بلهاء تنتظر الكوتة.

عجيبة فى أن يفوض الكنيسة رمزهم الدينى فى المنح والمنع لشخوص بعينها ابتزازا للنظام – دون المشاركة فى الحياة السياسية والانضمام إلى الأحزاب وتفعيل دورهم – دون انتظار المن والسلوى من الآخرين دون تقديم تضحيات لكى ينالوا حقوقهم.
عجيبة أن تتحدث الحكومات المتعاقبة منذ ثلاثين عاما على إنجازات إنشاء الطرق والكبارى والتليفونات وتناست على أنها على الجانب الآخر أهملت البشر – الذين هم فى الأساس عماد التقدم والرقى.

عجيبة فى أن تنطلق بعض الدعاوى الآن من بعض قيادات الحزب الحاكم بضرورة تخصيص كوتة للأقباط، فأين الموطنة؟
عجيبة أن يوعد النظام المواطنين بنزاهة الانتخابات القادمة. رغم أنهم يعملون على قدم وساق واستحداث أساليب متنوعة للتزوير والتضييق – ويروجون لأكاذيب وللأسف يصدقون أكاذيبهم.
عجيبة لتلك الأحزاب التى أتحدى أى مواطن على ذكر اسمها، والتى تحولت إلى صالونات ثقافية، وليس لها وجود حقيقى.
عجيبة أن يصل الأمر إلى وجود قيادات حزبية تعمل لصالح أمن الدولة؟ فمنهم من ينقل المعلومات ومنهم من له أسلوب آخر مدرب عليه فى كيفية تفتيت أى موضوع إلى مواضيع متفرعة دون تفعيل أى منهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة