"دولة الخلافة الإخوانية"، أسرار ووثائق تكشف الجماعة من الداخل ..كتاب جديد للصحفى عمرو فاروق يكشف عبر وثائق سرية الكثير من تفاصيل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وأهدافه، بداية من التدريبات العسكرية وكيفية تأهيل العناصر وأهم الأماكن ولجان الدعوة والطلاب ،وطرق ووسائل التجنيد.
الكتاب المنشور فى 230 صفحة من القطع المتوسط يعرض بشهادات حية للمنشقين عن فكر الإخوان وكيف يحاكم الإخوان المنشقين عنهم عسكريا، وكيف يتم التحقيق مع من يخرج عن مبادئ الجماعة، وكذلك يعرض لكيفية إدارة الجماعة لملفها الفقهى عبر هيئة إفتاء خاصة تتجمع من علماء الإخوان فقط .
ويكشف الكتاب تفاصيل الانشقاق والخروج الذى حدث بين شباب الجماعة بين أعوام 2004 و2007 ، بجانب القيادات المؤثرة والتى أخذت قرار الانفصال، لينطلق منها فى كشف كيفية تجنيد الأشبال والشباب والتغلغل من المدرسة والمرحلة الثانوية والجامعة وكيف يتم إدارة معسكرات التدريب وتعليم الشباب الفكر الإخوانى، مع سيطرة الجماعة على عدد من مجالس الآباء والمدارس الخاصة التى يمتلكونها، وكذلك استغلال المراهقين واختراق المنظومة التعليمية ونشر فكرهم والوصول لأكبر عدد من الأشبال والشباب قبل وصولهم للجامعة، ليكونوا ذخيرة ووقود الجماعة فى مظاهراتها وتحركاتها فيما بعد.
كما يبحث الكاتب بين فصوله جهاز المخابرات الإخوانى والذى يحاول اختراق أجهزة الدولة بالتجسس على المؤسسات والمنظمات وهو الجهاز الذى أسسه حسن البنا، مؤسس الجماعة ويعرض كذلك المراحل المختلفة للجهاز الذى تلقى ضربات موجعة من الدولة ولكنه ينشط من حين لآخر، والذى يصل لغالبية القطاعات فى المجتمع ،والذى وصل بهم الأمر إلى اختراق التيار الشيعى فى مصر والحزب الوطنى ما بين أعوام 2000 و2005، والتجسس على الحركات الإسلامية الأخرى.
ويوضح الكاتب عمرو فاروق خلال صفحات الكتاب طريقة إدارة المعسكرات والأهداف التى يخرج بها الأعضاء وكذلك يستعرض نموذج حالة للشاب سامح الشافعى الذى خرج من الجماعة.
وكشف الكتاب تفاصيل المعسكرات التى كان يحضرها وكيف كانت تديرها الجماعة، وكذلك الملفات السرية التى تتعلق بضباط الشرطة والقضاة المنتمين للإخوان وكيف يدير "القسم الخاص" الذى لا يعرفه إلا قلة معدودة ملفات معينة كملف المعسكرات والملف العسكرى، وكيف يتم تمويل الأعمال والنفقات والرحلات للخارج وتفاصيل التنظيم الدولى وأفراده والعلاقة مع الجمعيات والمراكز الإخوانية فى أمريكا والغرب والعلاقة مع طالبان فى أفغانستان وكيف تم تدريب الإخوان هناك والمشاركة فى حروب البوسنة والهرسك.
ويسرد الزميل عمرو فى أهم فصول الكتاب للمحاكمات العسكرية لمن تمردوا على التعاليم والأوامر وكيف تدير القيادات ملفاتها الداخلية مع الأعضاء المخالفين، وكذلك حكايات ومواقف للقيادات والأعضاء المنشقين الذين خرجوا من الجماعة.
فى حين يستعرض الكاتب حكايات ونماذج من أبناء القيادات والأعضاء من الإخوان الذين لا ينتمون للتنظيم ورفعوا شعار " لن أعيش فى جلباب آبى"، وكيف يصاب أبناء الإخوان بنوع من التمرد لدرجة أنهم يبتعدون عن كل من هو إخوانى فى حياتهم خارج المنزل، ويخلعون أنفسهم من الجماعة.
ويسرد الكاتب ما يتعلق بالكتب والمناهج الإخوانية التى تستقى منها الجماعة تربيتها بداية من كتاب الرسائل للبنا ومعالم فى الطريق لسيد قطب وأين الطريق والتنظيم السرى للإخوان، ونقاط على الحروف لأحمد عادل كمال وأسرار الجلسات الأسبوعية والمنهج التلقينى فى إدارة عقول وقلوب شباب الجماعة، وكيف مثلت هذه الكتب رافد من روافد الفكر والتربية لدى التنظيمات الإرهابية التى لا تحمل آية مرجعية أو أيديولوجية فكرية.
كما يستعرض المسرحيات والإنتاج الفنى للجماعة الذى يرسخ فكر الاستعلاء والخروج عن الديمقراطية منها مسرحية ثمن الحرية ومأساة أسد وكفر الشرفا وعالم وطاغية والفراعنة وصلوا ومدينة بلا حدود ،مع شرح لكيفية تأثير اللجان الفنية والاستفادة منها فى رفع الحماسة لدى الشباب.
ويشرح الكتاب كيفية استغلال الأماكن فى المعسكرات الفنية واستخدام برامج الرويح عن النفس فى شحن الشباب والأطفال بفكر الإخوان وأفكار ضد الحكومة والمؤسسات والوضع السياسى القائم، بجانب استخدامها كوسيلة لجذب الآخرين الجدد، مع استعراض للشركات والفرق الفنية التى تنتج للجماعة إنتاجا وفيرا من الأغانى والأناشيد خلافا لترويج أفراد الجماعة من هذه الفرق بين الدول الأخرى فنيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة