تعليقا على مقال لى بعنوان " الدعم الذكى.. والتجربة المكسيكية" كتب شخص اختار لنفسه اسم " لبوسة الفيلسوف" روشتة للحياة فى مصر بألف جنيه فى الشهر، ووزع الدخل على العيش والفول والجبنة البيضاء والبيض والخضار والسكر والأرز والمكرونة والشاى والزيت وكيلو لحمة كل أسبوع إلى آخره.. وانتهى بعد حساب دقيق إلى رقم 1081 جنيها، أى أن ألف جنيه لا تكفى أسرة صغيرة لحياة أقل من بسيطة.. فما بالنا بنحو 41 فى المائة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر.. أى يقل دخلهم عن 300 جنيه فى اليوم.. خفضهم وزير التنمية الاقتصادية الدكتور عثمان محمد عثمان إلى 20% فقط حينما خفض مستوى الفقر إلى 200 جنيه فى الشهر!
ووفقا لجدول الصديق لبوسة الفيلسوف فإن كل من يحصل على أقل من ألف جنيه فى الشهر يدوب ملمس مع خط الفقر، وهذا قد يرفع نسبة الفقر فى البلاد إلى أكثر من 80% من البشر، ومع الكثير من المجاملة لن نقول فقراء، ولكن على الأقل لا يفعلون أى شيئ فى دنياهم سوى الذهاب للعمل والعودة وإطعام الأسرة، وكسوة "على ما قسم..يعنى عيشة والسلام"!
وبهذا الحساب العلمى الدقيق الذى أجهد الصديق الفيلسوف نفسه فى إعداده ومراجعته حسابيا، وفى وضع موازنة شهرية للأسرة، قد لا تستطيع إعدادها أكبر مكاتب المحاسبة فى مصر، أو حتى الجهاز المركزى للمحاسبات، يبدو الحال فى مصر "لا يسر عدوا .. ولا حبيبا" لكن ربما يكون عزاء الكثير من أهلى وأصدقائى .. أننا جميعا فى الفقر والهم واحد!
وربما يمكن لكل الأصدقاء القراء والمعلقين المشاركة فى هذه الفزورة، وإعداد جداول محاسبية فى ضوء خبراتهم العملية يخبرونا فيها كيف يعيشون؟.. وماذا ينفقون؟ .. وكيف يدبرون حياتهم اليومية؟.. والأكيد أننا سنخرج بتجارب عملية مهمة، فكل شيئ غير معقول فى مصر، ولا يخضع لقانون، أو قواعد!
لكن الغريب أنه فى ظل هذه الظروف الصعبة لا يزال المصريون قادرون على الحياة، والتمتع بأبسط الأشياء، والحفاظ على روح مرحة، وقدرة على إطلاق النكات، والتنكيت على أحوالهم المعيشية والحياتية اليومية.. وربما يكون هذا هو أحد اسرار الشعب المصرى.. فالسخرية من كل شيئ حتى من النفس هى وسيلة اجتماعية ونفسية مهمة للتغلب على ضغوط الحياة اليومية.. وإجراء عمليات غسيل مستمرة للنفس البشرية.. أو للطبيعة المصرية المميزة جدا.. والتى لم يتطرق لها صديقنا الفيلسوف فى التحليل المالى والاقتصادى المهم الذى كتبه حول ميزانية الأسرة المصرية!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة