الشعب المصرى عملاق صانع معجزات به خير أجناد الأرض معدنه نفيس يظهر وقت الشدائد، ولكنه يحتاج إلى حكومة ذكية تستطيع أن تزيل الشوائب العالقة به حتى ينصهر المعدن ويعود الشعب براقا لامعا متألقا وقد حقق الشعب العملاق على مدى تاريخه القديم والحديث معجزات كانت تعد من عاشر المستحيلات عندما وجد من يقوده ويفتح آفاق الأمل والحلم أمامه فقد تمكن من دحر الهكسوس وهزيمة التتار وردع الصليبيين وبنى الأهرامات والسد العالى وحطم خط بارليف وعبر قناة السويس، وأجمع الخبراء العالميون على أن أكبر مفاجأة فى حرب أكتوبر إلى جانب الخداع الإستراتيجى والتخطيط كان المقاتل المصرى.
وهذا الشعب العملاق يحتاج فقط إلى حكومة تستطيع أن تنفض الغبار عن هذا المارد العملاق حتى يخرج من القمقم وينطلق بسرعة الصاروخ نحو مستقبل واعد، ولكن حكومتنا الذكية عاجزة عن توجيه طاقاته المشتتة وتجميعها نحو مشروع قومى كبير تصب فيه كل طاقات الشعب المبعثرة.
والمتتبع لما يحدث فى مصرنا العزيزة يجد أن الخبث الردىء هو الذى يطفو على السطح والشوائب هى التى تقود الدفة والزفة.. والأمل فى أن تغير الحكومة من أسلوب إدارتها حتى يذهب الخبث الذى يتمثل فى جيوش المنافقين وأصحاب الثقة والولاء وأساتذة التملق إلى الجحيم أما ما ينفع الناس من أصحاب الكفاءة والخبرة والعلم فنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يمكث فى الأرض لأننا بحاجة ماسة الآن إلى المعادن النفيسة من أبناء هذا الشعب حتى نلحق بركب التقدم والازدهار.
وإذا نظرنا لمسيرة هذا الشعب العملاق نجد أنه يحتاج لكى ينطلق إلى حلم ومشروع ورمز يلتف حوله فقد التف هذا المارد بكل طوائفه وفئاته حول سعد زغلول فى ثورة 1919 أملا فى الاستقلال وتعديل الدستور، كما التف حول عبد الناصر فى تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية وحلم القومية العربية تحقق بالوحدة بين مصر وسوريا.
والشعب المصرى الآن فى حاجة إلى مشروع قومى عملاق وحلم كبير يلتف حوله وتنصهر فيه طاقات الشعب المعطلة.. نحن نريد حكومة تستغل طاقات الشباب فيما ينفع.. حكومة تعيد المبادئ والقيم وتعطى الأولوية للكفاءة والخبرة والعلم، بعد أن صالت وجالت مبادئ الفهلوة والضحك على الدقون.. عايزين مشروع يصل بمصر إلى المكانة التى تستحقها عالميا ..نريد من حكومتنا النظيفة الإلكترونية أن توجه طاقات الشعب المصرى بحيث يكون كل مواطن مجرد ترس فى آلة عملاقة تنطلق بنا نحو آفاق التقدم وتعود بالنفع على كافة فئات المجتمع وليس على فئة أصحاب النفوذ وهؤلاء الذين يتاجرون بقوت الشعب ويدهنون الهوا دوكو ويهربون أموال البنوك إلى الخارج.
وأرى أنه لكى تحقق حكومتنا الرشيدة حلم الشعب فى غد أفضل، أن تعتمد على أهل الخبرة والكفاءة والعلم وليس على أهل الثقة والولاء فقط، فالكثيرون من أهل الخبرة يمكن أن يكونوا أهل ثقة إذا كان الهدف قومى ومشروع لأننا فى النهاية كلنا مصريون ونحب تراب هذا البلد ونعشق نيله ومما يؤكد أن هذا الشعب يقهر المستحيل الفوز الكاسح ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالى عندما توفر المناخ الذى يدعو للإبداع وعندما تم منح الأولوية للمبدعين ولولا العدل والمساواة ما أبدع جدو فى هذه البطولة ولو تم إدارة المباراة بأسلوب الحكومة الذكية لخرجنا من الدور الأول بفضيحة مدوية.
إننا نريد العدل والمساواة فى كل موقع وساعتها لن نرى السحابة السوداء للمرة العاشرة على التوالى، وكأنها أصبحت ماركة مصرية مسجلة ولن نرى حوادث القطارات وعبارات الموت وطوابير الغاز والخبز كما سيختفى القبح من الشوارع ولن نرى برادعة أخرى يأكلها التيفود، ولا وزير إسكان مرتشيا ولا نائب قمار ولا آخر يتاجر بقرارات العلاج على نفقة الدولة ولا أصحاب ملايين يعالجون فى مستشفيات سبع نجوم وفقراء لا يجدون حتى العلاج الذى يخفف آلامهم.
ولكن يبدو أن الحكومة الذكية تطبق أول نكتة مدونة فى تاريخ البشر المكتوب على أرض الواقع وهى نكتة مصرية حسب دراسة حديثة أجرتها كارول أندرو الباحثة بقسم المصريات بالمتحف البريطانى، وهى نكتة سياسية مصرية عن فرعون يرغب فى الصيد فلم يجد شيئا يصطاده فألقى بمصرى فى النيل لكى يصطاده.. والحكومة المصرية قد استفادت من النكتة وقامت بإلقاء الشعب كله فى النيل لكى تصطاده وتمتص دماءه وتشويه على نار هادئة نار الضرائب العقارية وفواتير الغاز والكهرباء والمياه والصرف الصحى والنظافة وسلم لى على حكومة ساكسونيا الديمقراطية الشقيقة.
• مساعد رئيس تحرير الأهرام المسائى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة