قليلون منا من اكتشفوا أنفسهم، وعلموا موطن القوة والضعف بها، وأقل القليل منهم من تحكم فيها فصار لجامها فى يده، إن الرحلة داخل نفسك هى من أشد الرحلات خطورة وصعوبة على النفس، فالتعرف على ذاتك أصعب من تسلق الهيمالايا أو الغوص فى أعماق الأطلنطى، ولن تستطيع التعرف على نفسك أو تكتشفها جيدا إلا بالتجربة والاحتكاك المباشر والسعى الدؤوب للمعرفة والاطلاع على كل شىء بيديك وقلبك وإحساسك بما حولك، بالتفاعل الحر مع معطيات الأحداث والأزمات التى تلم بك من وقت لآخر وكيفية التعامل معها والاحتراز من أخطاء سبق الوقوع بها، والتشبع بروح التجربة بلا قيود أو حواجز وبكامل الحماس والطاقة بداخلك، فلن تستطيع التعرف على نفسك وأنت لا تريد الذهاب لمقابلة عمل أو اختبار ما مع علمك أنك أحق بهذه الوظيفة ممن هم أقل علما او إصرارا على تحقيق الذات بدعاوى لا مبرر لها ، ولن تدرك عمق شخصيتك وسر عبقريتك فى شىء ما إلا إذا بحثت عنه جيدا بداخلك، وفتشت بهمة فى مكان ما وستجده بداخلك يوما ما حتما، فالله عز وجل لم يظلم أحدا فى العطاء ..
اكتشافك لنفسك وقدراتك وإمكانياتك لن يأتى بين يوم وضحاها وأنت تجلس بالساعات أمام الفضائيات أو على المقاهى وتبدد ساعات العمل والسعى لتنمية ذاتك هباء بدون أى وعى، ولكن إعادة اكتشاف نفسك التى بين جنبيك هو محصلة اصطدام مباشر بالحقيقة والواقع، ونتاج تجربة مستمرة مع مرارة الأحداث وصعوبة الأزمات ..
هيا قم وانهض من سباتك العميق وأبحث عن ذاتك، وفتش فى نفسك عن عبقريتك، وأسعى دوما لتنمية قدراتك، وتسلح بالعلم والمعرفة ولا تحقرن من الأفكار شيئا فكل العباقرة كانت بدايتهم محبطة ومخيبة، ولكنهم لم يستسلموا من أول جولة ولم يرفعوا راية الخنوع من أول وهلة، بل زادهم ذلك إيماناً وبعداً إضافيا فى
سبرهم أغوار أنفسهم والتعرف على حقيقتهم الداخلية .. فمن أنت!! ..
* حدائق حلوان – حلوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة