باستثناء آخر ست سنوات لم يسبق لأحزاب المعارضة خوض انتخابات مجلس الشورى من قبل، وتركتها للحزب الوطنى، ليسيطر على المجلس بالانتخاب والتعيين، وخاض حزب التجمع انتخابات الشورى قبل ست سنوات لأول مرة واستطاع الفوز بمقعد مصر القديمة، ثم عاد قبل ثلاث سنوات وفاز بمقعد فى الإسكندرية.. مما أعطى التجمع السبق فى المنافسة فى هذه الانتخابات الصعبة.
وخلال شهر أبريل المقبل تجرى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، وقد اتفقت احزاب المعارضة الرئيسية الوفد والتجمع والناصرى على خوض الانتخابات.. صحيح أن مجلس الشورى حتى بعد التعديل الدستورى الأخير لا يزال محدود الصلاحيات مقارنة بمجلس الشعب، لكن غياب الأحزاب عن الشورى والمحليات يحرمها من التواصل مع الجماهير بشكل شرعى ومؤثر.
وأسوأ خيار ديمقراطى يمكن أن تتخذه قوى سياسية هو مقاطعة الانتخابات البرلمانية والمحلية تحت أية دعاوى، لأن الغياب عن الانتخابات حتى ولو كانت تحيط بها شكوك فى نزاهتها تحرم الأحزاب من فرصة التواجد فى الشارع والتماس مع الجماهير، وهو أمر قد لا تستطيعه فى غير موسم الانتخابات.
وأتذكر أن الوفد بمفرده وتحالف العمل والإخوان والأحرار حصلوا جميعا على نحو مائة مقعد فى انتخابات عام 1987، وحين قضت المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون الانتخابات بالقائمة، أجريت انتخابات جديدة بالنظام الفردى عام 1990 وقاطعها الوفد والتجمع لإصرارهما على القوائم الحزبية المفتوحة ودخلها العمل والإخوان وفازا بمقعد واحد، فتقلصت حصة المعارضة من نحو مائة مقعد إلى مقعد واحد بسبب المقاطعة والتزوير.
وسبق لأحزاب المعارضة مقاطعة انتخابات المجالس المحلية أكثر من مرة، مما أدى إلى سيطرة الحزب الوطنى الكاملة على المحليات وهى المدرسة الأولى لإعداد الكوادر وإبراز الوجوه التى يتم تصعيدها بعد ذلك للانتخابات النيابية.
وحين عادت المعارضة للمحليات فى الانتخابات الأخيرة حصلت على تمثيل فى معظم الدوائر التى شاركت فيها، وأصبحنا نرى أعضاء مجالس محلية من الوفد والتجمع والغد والناصرى وغيرها من الأحزاب.
وقد لا تكون المعارضة قادرة على توفير التمويل المناسب لخوض كل انتخابات على كل المقاعد، لكن الاتجاه الجديد الذى تسير عليه الآن هو الاتفاق على مرشح معارض واحد فى الدائرة والوقوف خلفه ودعمه.. وهو تحرك مهم صحيح أنه لن يقضى على سيطرة الحزب الوطنى على مجلسى الشعب والشورى والمحليات.. لكن يجب أن تتواجد الأحزاب وأن تصر على انتزاع حقوقها وزيادة حصيلتها من انتخابات إلى أخرى.. لأنه لا يوجد طريق آخر للتغير غير ذلك.. حتى الآن!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة