إذا استعرضنا التاريخ البشرى مع المخترعات والاكتشافات العلمية بلقطة سينيمائية (tilt up) من القديم للحديث سنجد أننا أمام مجموعة من الحقائق والركائز المتواترة التى تعكس مدى تأثر الناتج العلمى بمحاورالأفكار والمصالح البراجماتية لبعض المؤسسات والدول الرائدة.
فلو وقفنا على مدى تطور الجانب التكنولوجى والإليكترونى وأنماط الاتصال البشرى لوجدناها قد خطت بخطوات متسارعة واسعة البرجل، وذلك خلال أقل من قرن من الزمن منذ أن تم عمل أول محطة راديو KDKA الأمريكية
متبوعة بأول محطة تلفزيونية NBCعام 1935 ثم استكمالا بثورة الحاسبات الإليكترونية وتطبيقاتها المختلفة والإنترنت والهواتف المحمولة وغيرها الكثير والذى لم يزل بجعبة الحاوى الإليكترونى ولم يفصح عنه بقصد أو بدون قصد وطبقا لعنصر المادة والنوايا والإستراتيجيات السرية للدول السباقة فى تلك المجالات.
فى المقابل نجد خطى التطورات الطبية العرجاء بطيئة ووئيدة إذا ما قورنت بالتجربة الإليكترونية، فالطب فشل فى التوصل للحلول تجاه أمراض الفيروسات والأمراض ذاتية المناعة والسرطانات المختلفة وأمراض الدم، كما أنه اكتفى بالعلاج التزامنى غير القاطع حيال التعامل مع أمراض السكر والضغط المرتفع للدم وغيرها الكثير من الأمراض.
فالطب الحديث مهما اعترض البعض ما زال يسير على نفس خطى (أبوقراط) وعلماء الطب القدامى أو أسرع قليلا ومهما تطورت أنظمة الفحص والتشخيص لأن النتيجة النهائية معلقة على درجة الاستشفاء وليس معرفة نوع المرض، ولو سار الطب بسرعة التطور الإليكترونى لوجدت على رفوف الصيدلية عقارات لحظية لعلاج الهرم والشيخوخة.
ولعل خطى التطور الطبى الرتيبة ربما ترجع لعوامل إرادية مرسومة ومخططة وليست بعفوية فلربما ترجع إلى الاتجاهات المادية والبراجماتية للمستكشف ولو على حساب الأمانة البحثية.
فشركات الدواء العالمية قد يكون لديها الحلول القاطعة لأمراض كثيرة ومن خلال معاملها البحثية، ولكن كشف مثل تلك الأبحاث ربما يعقد مسيرتها التجارية فى التربح من بعض منتجاتها، وقد يصل لحد عمل مافيا لتلك الشركات بمقاومة كل ما هو جديد خاصة فى أبحاث الدواء والعلاجات.
ولكن السؤال الآن هل تجبر الثورات الاتصالية الإليكترونية الإعجازيه الحاوى على أن يرينا ما يوجد بجرابه عنوة فى ظل الخطوات الغير متلائمة بين الطب والإليكترونيات ..ربما !!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة