أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

حسان التونسى يتحدث عن خلافات مصر والجزائر

السبت، 13 فبراير 2010 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلت فى مقالى أمس، إننى وفى سياق تفعيل فكرة تكوين رابطة لقراء اليوم السابع، سأختار كل فترة تعليقا من أحد القراء وتحويله إلى مقال يشغل مساحة مقالى اليومى، ويعلق عليه القراء بوصفه مقالا لصاحبه، وقبل أى شىء أود تذكير زملائى الأفاضل من القراء أن كل ما يكتبوه مفيد لى واختيارى لا يعنى تجاهل تلك الكتابات. وأبدأ اليوم بتعليق كتبه الأستاذ حسان من تونس وأراه نموذجا يصلح لمقال صحفى جميل ومفيد وبناء لأنه يلتقط زاوية لم يلتفت إليها أحد أثناء الخلافات التى نشبت بين مصر والجزائر على خلفية مباريات كرة القدم فى تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا، قال حسان.

فيما يتعلق بـ"المعركة" المصرية الجزائرية فمصائبها لا تحصى ولها بعض المنافع. وبما أن السيد الشحات وعد بأن لا يعود إلى هذا الموضوع ما لم يستجد جديد موجب للعودة، فإننى سأستغل الفرصة للإشارة إلى بعض ايجابيات المعركة/المهزلة.

1ـ لم يحدث فى تاريخ الشعبين المصرى والجزائرى، أن تواصلوا مع بعض تواصلا يكاد يكون يوميا وان كان موجب التواصل سلبيا بالدرجة الأولى فإنه تواصل على كل حال والتواصل الشعبى الحر والتلقائى أبقى وأصلح من أى تواصل سياسى نخبوى بحت.

2 ـ لم يكن ممكنا فى الجزائر مقارعة الماكينة الإعلامية فى مصر لولا وجود صحافة معربة تتكلم لغة البلد ولم يحدث فى الجزائر الحديثة أن استحوذت وسائل الإعلام العربية على المراتب الأولى انتشارا ومقروئية، ولم يحدث فى العالم العربى أن وزعت جريدة واحدة ما يقارب مليونى نسخة للعدد الواحد مثلما فعلت الشروق اليومى.

3 ـ رغم محاولة إبقاء الجزائر مرتهنة لنخبة مفرنسة تتضاءل أسباب وجودها كل يوم فقد كشفت الأزمة الأخيرة مع مصر أن الجزائر ترغب فى الخروج من معطف فرنسا وأوروبا وأن مجال تطورها و تحركها الأمثل الذى يتماشى مع ثقلها الاقتصادى وطموحها السياسى يبقى مجالا عربيا بحتا نقاط ارتكازه تونس والدوحة ودمشق والقاهرة نفسها.

4 ـ بداية ظهور صحوة جزائرية داخلية كشفها اللعب على تهمة "إهانة الشهداء" وإن كانت هذه الإهانة جارحة وشديدة الإيذاء لكل الجزائريين بما لا يفهمه الكثير من المصريين، فإنها متى ارتدت للواقع كشفت لنسبة مهمة من الجزائريين أزمة مؤسسة الشهيد وتاريخها، ووجوب الخروج من تحت معطف الشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل الجزائر بلا مقابل وبلا تردد ولا طمع، والجزائريون اليوم أكثر من أى وقت مضى يتساءلون حول التضخم المبالغ فيه لصندوق المقاومين ومن يتمتع به وعن مآل الكثير من المقاومين الصادقين الذين قدموا الغالى والنفيس لينتهوا إلى التشرد والضياع والنسيان فى حين ينعم بالجرايات الكثير ممن انخرط فى الجيش الفرنسى وقاتل الجزائريين. وليس أبلغ من نداء سيدة المقاومات العربيات جميلة بوحيرد نداء خصت به الشعب الجزائرى ليكتشف هذا الشعب ما لم يكن يخطر على بال.

5 ـ كشفت المهزلة الكروية هشاشة الماكينة الإعلامية المصرية وقد منيت بهزيمة حقيقية كيفما قلبناها. وكشفت للقائمين على الإعلام المصرى أن القوة الناعمة الضاربة لمصر متمثلة فى إعلامها ومثقفيها وفنانيها فى حاجة حقيقية للمراجعة والتعديل. ففى زمن الجزيرة وفى زمن قدرة صحيفة فتية جدا وتنقصها الخبرة والاحترافية على الوصول إلى الملايين فى هذا الزمن الجديد ينمو التساؤل المصري: هل نخاطب الشعب المصرى أولا وأخيرا أم علينا أن نحافظ وبالتالى نطور القوة المصرية الناعمة التى كانت وما زالت أقوى من وزارة الخارجية المصرية؟ تساؤل سيتطور وتطوره نتيجة إيجابية وإحدى منافع المهزلة الكروية.

6 ـ اكتشف المصريون مثل الجزائريين عمق العلاقات الاقتصادية وقيمة الاستثمارات المصرية فى الجزائر وهى علاقات تتجاوز العواطف لتترجم فوائد مادية ملموسة تطور الاقتصاد الجزائرى وتدعم نمو الاقتصاد المصرى، الذى يبقى مطالبا بتحقيق نسبة نمو متواصلة ومتطوره للمحافظة على التوازنات المالية، وعلى السلم الإجتماعى فى البلاد، وحينما يسعى رجال الاقتصاد والتخطيط للبحث عن فرص استثمار فى أثيوبيا والفيتنام، فإنهم فى النهاية سيضغطون على دوائر القرار المصرى لتطوير الاستثمارات فى السوق الجزائرى الذى يبقى واعدا ومربحا جدا.

7 ـ مثلما بدأت صحوة الخروج من تحت عباءة الشهداء فى الجزائر بدأت صحوة الخروج من تحت عباءة أم الدنيا فى مصر. فالمصرى الذى يذله نظام الكفيل فى الخليج والذى يصارع من أجل لقمة عيش ويختنق بالهواء الملوث وبالزحمة فى القاهرة، هذا المصرى يدرك بالفطرة أن واقع أم الدنيا لا يحتمل ترهات المراهقين الخمسينين مثيرى الفتن والضاحكين على الذقون. كل مصرى أصيل يدرك بالفطرة أن مجاله الحيوى وعمقه الإستراتيجى يبقى المغرب العربى ومنه الجزائر.

8 ـ لولا المهزلة الكروية لما كنا قرأنا قصة شاب جزائرى اسمه عبد القادر هامل
ومدرس إسكندرانى اسمه برسوم تادرس وهى قصة لها أكثر من مغزى.

انتهى مقال الأستاذ حسان من تونس الذى أعجبنى كثيرا بالدرجة التى أتمنى أن أعرفه شخصيا، وأترك التعليق للقراء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة