فى ثقافة الشعوب، ووعى الإنسان يكون العيد جاذباً للفرح والنشوة وغسل النفس وتطهير الروح من تراكمات المتاعب، والتأزم، ومن خلال العيد يجسّر الإنسان علائقه مع معطيات الحياة، ومحفزات البهجة المحرّضة على تعاطى نشوة الحب، وقراءة الجمال وانبهاراته فى كل تفاصيل التكوينات والتضاريس الشهية والمثيرة إلى حد الجنون، فينعتق الكائن البشرى فى أيام العيد من حالات التبلد واللهاث الدائم الذى تفرضه الظروف العملية إلى حالات فرح وتحرر من كل قيود صارت تسربل قيمة العيد ومعانيه، ومفاهيم الابتهاج، وتؤطر اللحظات فى حيز أنماط وقوالب متجهمة وحادة فى شراسة مصادرتها لمعانى الحياة ومتعتها، وما يجب أن تكون عليه حياة الناس من امتلاك كامل لكل أدوات الفرح.
فى العيد لم نكن بتلك الأحاسيس التى كانت فى ذلك الزمن الجميل والمبهر، تحولنا إلى حالة بلادة وتبلد فى مشاعرنا، وإن فى حياتنا الاجتماعية، وإن فى شكل ومظهر العيد، وصارت الرسائل التليفونية المعلبة والجاهزة والرديئة فى لغتها، والمزيفة فى مشاعرها هى وسيلة تواصلنا، أما حياتنا فتحولت إلى خواء نفسى وحياتى، وماتت العواطف المحرضة على الدهشة، واصطياد اللحظات.
أسامة عبد الحليم يكتب: عذراً.. أعلنوا موت عواطفكم..!
السبت، 13 فبراير 2010 04:35 م