انتهت اليوم الدورة الثانية والأربعون لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وتميز هذا اليوم بكثافة الإقبال الجماهيرى، خاصة أمام دور العرض "المكشوفة" وفى الطرقات.
عيون الزائرين بدت معلقة أمام زجاج دور النشر، تنظر وتتأمل الأسعار وتمصمص شفتيها وتمشى بعد فشلها فى الحصول على سعر مخفض أو استجابة لرغبة الأطفال فى الرحيل من المكان سريعا لارتفاع حرارة الشمس فى هذا اليوم تحديدا .
أما عن صالات العرض الداخلية فأثناء تجولك فيها، لا ترى عيناك إلا "الكراتين" المتراصة أمام دور النشر ولا تسمع أذناك سوى صوت الشريط اللاصق يعلن موعد الرحيل.
وجوه متباينة فيها السعيد وفيها الشقى الأول يعبر عن فرحته بتحقيقه نسبة مبيعات أعلى من السنوات الماضية، أما الآخر الحزين الذى ما زال متكأ بيديه على الطاولة عاهد نفسه بالا يغلق الدور أو يزيل الكتب من على الأرفف حتى يحقق مبيعات تجعله راضيا أمام أقرانه ويعوض بها تكاليف عرضه.
فى الصالة الثانية وفى أقصى اليمين تحديدا جلس "وليد السيد" مدير دار الفكر العربى، ناظرا للكتب الموضوعة نصب عينيه، لم يفرح كثيرا بمشاركته فى المعرض هذا العام وأرجع سبب الإقبال الضعيف لتزامن وقت المعرض مع امتحانات الفصل الدراسى الأول أو لأنفلونزا الخنازير، لم يجبره هذا الإقبال الضعيف على المعرض عامة ودور نشره خاصة على الإعلان عن حركة تخفيضات مفاجئة كغيره لاستقطاب أكبر عدد فى الساعات الأخيرة "الدار تقدم كتب أكاديمية بسعر ثابت منذ بداية المعرض وحتى الآن وتتراوح أسعارها بداية من 20 جنيها وحتى 150".
واتفق معه خالد محروس مدير المكتبة الفرانكفونية الذى قال غاضبا: "المبيعات التى حققتها الدار لم تعوض تكاليف النقل وتأجير المكان، والإقبال هذا العام أسوأ من المرات السابقة بسبب الحالة الاقتصادية المتدنية أو لقصر فترة المعرض التى لم تتجاوز الـ16 يوما ولا يجوز أن تكون هذه هى مدة معرض القاهرة الذى يأتى إليه الناس من جميع الأماكن والمحافظات مقابل معرض الإسكندرية الذى تشارك فيه عدد محدود من دور النشر ومدته 18 يوما وقدمنا تخفيض يصل لـ20% ورغم ذلك الإقبال ضعيف".
وأضافت سالى فؤاد مشرف التسويق بدار واحة العرب للنشر، أن الدار قدمت هذا العام أسعارا مناسبة وتخفيضات فريدة من نوعها فجاء التخفيض على الكتب الطبية بنسبة 30%، كتب الأطفال 25% وكتب الهندسة والتاريخ 15%، ورغم ذلك شهدت تلك الكتب إقبالا ضعيفا من الطلبة المصريين.
أما جمال الشافى مدير دار السما، والذى جلس ممسكا ببيان البيع وأمر معاونيه أن يسرعوا من غلق الصناديق، كان حظه أوفر وأرجع الفضل فى ذلك لتخصص داره التى تقدم الكتب الأكاديمية العلمية والطبية، والتى تجذب عدد كبير من الطلبة العرب والأجانب "المعرض هذا العام أفضل حققنا نسبة مبيعات مرضية وقدمنا تخفيض 20% لجذب الزبائن".
أما عن الزائرين فكان هذا هو اليوم الأول والأخير لكثير منهم، البعض لم يعلم وقت بدايته ونهايته والبعض الأخر كان منشغلا بالامتحانات، قالت "رحاب همام" : "النهاردة هو يومى الثانى بالمعرض، وجئت من الإسكندرية لزيارته وأزعجنى أسعار الكتب المرتفعة والتخفيضات البسيطة، ولكن هذا لا يمنعنى من المواظبة على زيارته فى الدورات القادمة".
واتفقت معها "هبة سيد" قائلة إن هذه هى الزيارة الأولى لها خلال الدورة الحالية مشيرة إلى أن التنظيم جاء جيد ولم ترض عن الأسعار المرتفعة والتخفيضات القليلة التى لم تتجاوز جنيهين.
وأضافت "ابتسام جمال" أنها وجدت صعوبة فى الحصول على بعض الكتب التاريخية وكتب اللغات خاصة الألمانية وأبدت إعجابها من التنظيم وحسن معاملة البائعين لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة