علقت صحيفة نيويورك تايمز فى افتتاحيتها على المسيرات الضخمة التى شهدتها إيران بالأمس وقمع المعارضة، واعتبرتها دليلاً أوضح على أن النظام الحاكم يفقد السيطرة. وقالت الصحيفة إن طبقة رجال الدين الحاكمة فى إيران كانت عازمة على استخدام الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية لإظهار أنهم لا يزالون يسيطرون على الأوضاع ويحظون بتأييد الشعب الإيرانى، غير أن الحملة الوحشية من العنف والترهيب ضد المعارضة السلمية والشجاعة إلى حد كبير لم تثبت سوى العكس.
وتمضى الصحيفة فى القول إن الحكومة زعمت أن العدد الكاسح من الناس الذين خرجوا للتظاهر كانوا من ميؤيدى الحكومة، وعرض التلفزيون الرسمى صور لمئات الآلاف من الإيرانيين يحملون أعلام بلادهم وصورة آية الله على الخمينى مفجر الثورة الإسلامية فى الميدان الرئيسى بالعاصمة طهران، وكان هناك مؤشر أكثر قوة، وهو الإبقاء على المحتجين ضد انتخابات يونيو الرئاسية وما شابها من تزوير عند أقل عدد ممكن. ولهذا تم اعتقال أقارب المعارضين البارزين، وقامت قوات الشرطة والحرس الثورى بإغلاق الشوارع وإبعاد المعارضة عن الميدان الرئيسى أثناء الاحتفالات. وأشارت الصحيفة إلى ما تعرضت له المعارضة التى ظلت موجودة رغم ذلك حتى فى المدن المحافظة فى البلاد، وتعرض مير حسين موسوى، المرشح الإصلاحى الخاسر فى الانتخابات للضرب هو وزوجته.
ورأت الصحيفة فى النهاية أن إعلان الرئيس محمود أحمدى نجاد من قبل عن التطورات الجديدة فى البرنامج النووى لبلاده لم يكن يهدف إلا إلى تحويل الانتباه عن قمع حكومته والإخفاقات السياسية والاقتصادية. وخلصت إلى القول بأنه بعد أكثر من ثلاثة عقود على الانقلاب على حكم الشاه الموالى لأمريكا، فإن الدولة الإيرانية لا تزال تعيش تناقضاً بين أفكارها الثورية، العدالة والاستقلال والاكتفاء الذاتى، وبين ممارستها المشينة.
وفيما يتعلق بالبرنامج النووى، تنشر نيويورك تايمز تقريراً آخر عن رأى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى التطورات الأخيرة، واعتبارها التصعيد الإيرانى بمثابة انتهاك، ونقلت عن دبلوماسيين من الوكالة قولهم إن الخطوة المفاجئة من جانب إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى قريب من التسلح النووى انتهكت اتفاقا مع المفتشين الذريين، وهو ما سيقدم للولايات المتحدة دليلاً جديداً على أن إيران لا توفى بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووى. ورغم أن هذا الانتهاك ينظر إليه على أنه تقنى فى طبيعته إلا أن تسبب فى حالة من الاستياء داخل أروقة الوكالة الدولية فى العاصمة النمساوية فيينا لأن إيران تصرفت بشكل سريع للغاية فى تحد واضح لهذا الاتفاق.
ويقول الدبلوماسى الأوروبى الذى رفض الكشف عن وهويته لأنه غير مفوض بالحديث إلى الإعلام، إن هناك شعورا بالغضب والضيق مما قامت به إيران، وقد أصدرت الوكالة تقريراً حول هذا الأمر يوم الأربعاء، ووصف الدبلوماسى هذا التقرير بأنه تعبير عن امتعاض الوكالة.
وبحسب هذا التقرير، فإن الوكالة طلبت من إيران فى خطاب موجه إليها يوم الاثنين الامتناع عن وضع اليورانيوم منخفض التخصيب فى أجهزة الطرد المركزى فى مفاعل ناتنز حتى تصبح الوكالة قادرة على ضبط إجراءات السلامة الموجودة. وأشار التقرير إلى المادة 45 من الاتفاق بين إيران والوكالة التى تنص على الإبلاغ عن التغييرات الكبيرة قبل موعد كاف لإجراء الضمانات التى يتعين تعديلها.
من ناحية أخرى، دعا الكاتب ويليام كريستول بصحيفة واشنطن بوست إدارة أوباما إلى ضرورة تغيير النظام الإيرانى. ويتحدث الكاتب فى البداية عن اعتراف نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال حديث تلفزيونى بأن إيران منبع قلق حقيقى وليس قلقا وقتيا فى ضوء أن أمراً ما يمكن أن يحدث غداً أو فى القريب العاجل. ويعبر الكاتب عن قلقه من مضى إيران قدماً فى الطريق للحصول على السلاح النووى.
ودعا الكاتب إدارة أوباما إلى ضرورة تشديد العقوبات لمواجهة إيران، إلا أنه استدرك قائلا إنه حتى إذا نجحت الإدارة الأمريكية فى الحصول على تأييد الصين وروسيا للعقوبات، أو حتى الأخذ فى الاعتبار الخيار العسكرى، فإن هذا لن يمنع النظام الإيرانى من الحصول على الأسلحة النووية.
للمزيد اقرأ عرض الصحافة العالمية على الإيقونة الخاصة به.
نيويورك تايمز: طهران تفقد السيطرة على الأوضاع الداخلية
الجمعة، 12 فبراير 2010 04:36 م
صحيفة نيويورك تايمز تعلق على المسيرات الضخمة التى شهدتها إيران
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة