شريف أشرف غالى يكتب: أبطال النور وأبطال الظلام

الجمعة، 12 فبراير 2010 09:04 م
شريف أشرف غالى يكتب: أبطال النور وأبطال الظلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المكان .. أرض مصر، الزمان.. بين عام 1973 و عام 2010م، الشخوص .. كالعادة هم أفراد شعب مصر، و أبطال حكايتنا .. نوعان، أبطال الظلام وأبطال الشهرة.....

عام 1973 م....عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس (تلك التى كان قد حفرها أبطال آخرون أيضا)، وروت دماءهم رمال سيناء، لتنبت بدمائهم حضارة على تلك الأرض التى كرمها الله، بالطبع أخجل عندما أقول أننا لم ننجز على تلك الأرض حتى الآن ما يبرر تلك الحرب وتلك الدماء التى أراها حتى الآن عندما أجد عدونا مستمتعا على نفس الأرض التى طردناهم منها بأى شكل من الأشكال.

فمن الواضح أن تلك الدماء الكثيفة لم تنبت بها حضارة ولا شىء من هذا القبيل، وإنما نبتت بها مجرد دموع فى عيون الأمهات ، والآباء والزوجات، من كان لهم شهداء فى تلك الحرب,ومن الواضح أنهم أحسوا بأن أبناءهم قد راحوا بلا ثمن - وإن كان ذلك غير صحيح- فثمنهم الحقيقى عند الله, و لكن كان قد وجب تكريم هؤلاء الأبطال والشهداء.

عام 2010 م ....عندما خاض منتخب مصر لكرة القدم مباريات تصفيات كأس العالم لكرة القدم، وحمى الوطيس بين المنافسين، وعلت أصوات المشاهدين بالآهات و الأدعية و الأمانى، فإنه حلم الوصول لكأس العالم, مجرد الوصول وليس الفوز .

وأخفق منتخب الفراعنة، نعم أخفق أحفاد شهداء حرب 1973 م فى حرب تصفيات كأس العالم لعام 2010 م، لكن هيهات أن تفقد الأمل, هناك كأس الأمم الأفريقية .

- شاهدت طفلا صغيرا بعد خروج مصر من تصفيات كأس العالم فقلت له (هتعمل إيه بالعلم يا بطل ؟) فرد على قائلا ( لسة كأس أفريقيا يا شريف إنت مش عارف ولا إيه ).

وبالطبع قد فاز المنتخب بهذه الكأس، وكان من الضرورى تكريم هؤلاء اللاعبين وذلك الجهاز الذى دبر وخطط لذلك الفوز.


فى عام 1973 م وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، وبعد أن بدأت الأرض تعود لأهلها وحين جاء وقت تكريم الأبطال، وجدنا الأبطال يكرمون بنوط يضعونه على الصدور- فقط- و لم ينسوا حق الشهداء أيضا فاستلم أهل كل شهيد النوط نيابة عنه.

وبعد ذلك وجدت الحكومة المصرية الحكيمة أن ذلك غير كافى، فقرروا منح كل شجاع قد عاش حتى الآن أو كل أهل شجاع قد بقى منهم من ينوبة أن يستلموا مبلغ من المال كل ثلاثة أشهر و هذا المبلغ يوازى 1000 جنيه مصرى فقط لا غير خالص الدمغات والضرائب بالطبع, أى ما يعادل 333,33 جنيه مصرى على رأس كل شهر.

فى عام2010 م كان كل لاعب مصرى سيحصل على مبلغ و قدره 6000000 جنيه مصري(ستة ملايين جنيه لمن أتعبته الأصفار) فقط لا غير وأيضا خالصة الدمغات والضرائب.و للآسف لم يحالفهم الحظ، ولكن وفقوا للحصول على كأس أفريقيا فعوضوا قدر ما ضاع أضعافا، حيث أتت إليهم الأموال من كل جانب، فياأتى رجل أعمال و يكافئ المنتخب بالملايين، و يصبح هؤلاء اللاعبون هم أبطال الإعلانات التجارية, و فى النهاية يهدى رئيس الجمهورية1000000جنيه مصرى (مليون جنيه مصرى) لكل لاعب مكافأة لما حققه لمصر و لا أدرى أن كانت تلك الملايين من مالى أو من مالكم، و لكن أهداها الرئيس .

كل ذلك قد يكون من قرأه غير متعجبا، ولكنك لابد و أن تتعجب عندما تقارن بين مكافآت الحكومة والجيش و جهاز الرياضة، وبين مكافآت الله تعالى.

قد وهب الله تعالى لأبطال عام 1973 م الجنة و وهبهم المغفرة و الرحمة و النعيم الأبدى فى جنة ما يعلم كونها غير الله وحدة,إنها جنة الشهداء، جنة فى الآخرة, فى حين كافئتهم حكومتهم بنوط الشجاعة.

و قد وهبت الحكومة الملايين و صرفت المليارات على لاعبى كرة القدم الأبطال و وهبوهم البيوت والقصور و السيارات والراحة، ولكنها راحة الدنيا أراها. و حقا لا أدرى أن كان لهم عند الله من مكافأة.

و قد تتعجب أيضا عندما يرفضون تمويل المشاريع التنموية الهادفة فى الصحراء و يجعلون من العلماء المصريين طيورا مهاجرة تنثر علمها فى شتى بقاع العالم غير بلادهم, و تزعم الحكومة بأنه لا توجد أموال لتنفيذ تل كالمشاريع، و ما تخرج تلك الأموال إلا فى أوقات أخرى كما نرى .
لكن هل فكر منكم أحدا الآن ما الغرض من عدم التوزيع العادل للثروات هذا ؟، هل عرف أحدا منكم لماذا اخذ الشهيد جنيهات وأخذ لاعب الكرة ملايين ؟

ذلك حتى إذا جئت تسال طفلا صغيرا ماذا تريد أن تكون عندما تصبح رجلا، فيرد ويقول أكيد لعيب كوره يا عمو .. و ذلك أيضا حتى يجعل الأطفال بل أو لشباب يضحكون عليك عندما تقول لهم إنك تتمنى الموت شهيدا فى سبيل الله ....

إنه حقا قتلا عمدا للنفوس الصحيحة .... حقا إنهم أبطال النور .... وأبطال الظلام.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة