دكتور لطفى عزاز يكتب.. منتخب الساجدين والمشروع القومى لمصر

والله وعملوها الرجالة ورفعوا رأس مصر بلدنا، ورفعوا رأس كل مصرى ومصرية فى الداخل و الخارج، هذا المنتخب أطلق قنابل الفرح و السعادة فانفجرت فى كل مكان به مصريون، فلقد حصد منتخب الساجدين كل الأرقام القياسية ويكفى إنه بين العشرة الكبار فى عالم الساحرة المستديرة، هذا المنتخب أيضاً أرسى وبدون ترتيب دعائم مشروع قومى لمصر، بل و أصبح المنتخب ذاته المشروع القومى لمصر منذ 2006، هذا المشروع الذى ألتف حوله المصريون و توحدوا على قلب رجل واحد من إسكندرية لأسوان بل وفى كل مكان على سطح الكرة الأرضية به مصريون، لا فرق بين مسلم و مسيحى وغنى وفقير ورجل و إمرأة وحتى أطفالنا فلذات أكبادنا فرحوا بهذا النصر، ومع كل إنجاز يحققه المنتخب فى عصره الذهبى مع الملك شحاتة بداية من 2006 يتوحد الشعب المصرى بجميع أطيافه.

ويكتب كثيرون حول ضرورة استثمار الانتصار بصورة أكبر من كونها فرحة مؤقتة وتحويلها إلى فرح دائم من خلال مشروع قومى يلتف حوله المصريون، وهناك أفكار كثيرة تصلح لأن تكون مشروعات قومية، ولكن السؤال المطروح ما هو المشروع القومى الذى يجب أن يحظى بالأولوية المطلقة الآن فى مصر؟ ورأيى المتواضع هو"القضاء على الفقر فى مصر" الذى تشير

الدراسات أن حوالى نصف سكان مصر يعانون منه، والوسيلة هى إنشاء" بنك الفقراء" الذى يتكون رأس ماله من أموال الزكاة والصدقات و التبرعات ويحدد البنك عدد من الأهداف يسعى البنك إلى تحقيقها قد يكون أولها "القضاء على البطالة" من خلال تقديم قروض متناهية الصغر بدون فوائد يستثمرها المصريون فى مشروعات صغيرة تصبح مصدراً لدخل منتظم، والمساهمة فى تأسيس مشروعات كثيفة العمالة تستوعب جزء كبير من البطالة وقد تكون هذه المشروعات قومية بدورها مثل "مشروع مصر نظيفة"، و"مشروعات إسكان شبابى غير تقليدى منخفض التكاليف"، و" مشروع رغيف مصرى 100%" مصنوع بقمح مصرى مزروع فى مصر، وأنا متأكد أن الكثيرين من المصريين لديهم الكثير من الأفكار لمشروعات قومية و منهم من هو قادر أيضاً على تبنى تنفيذ هذه الأفكار وهنا بالمناسبة لا أطالب الحكومة بشئ، ولكن هذه الدعوة لنا نحن المواطنين المصريين العاديين، ومنظمات المجتمع المدنى.

وأظننا قادرين بإذن الله على ذلك والدليل النجاح الباهر الذى حققه فريق برنامج القاهرة اليوم فى جمع حوالى 50 مليون جنيه لإسكان متضررى السيول ومن قبلها نجاحهم فى توفير المساعدات لأشقائنا بالتعاون مع بنك الطعام وبالمناسبة أهنئهم على هذا النجاح و أشكرهم لأنهم ساهموا فى كشف جزء ضئيل من أصالة معدن هذا الشعب و أدعوهم لتبنى فكرة هذا المشروع القومى إعلامياً، وأعلن استعدادى لأن أكون فرداً فى كتيبة هذا المشروع، فهل نفعلها و نفرح جميعاً دائماً ويختفى الفقر من مصر، أدعوا الله أن يوفقنا إلى ذلك وهو القادر على كل شئ ونقول فعلاً لكل العالم المصريين أهمه، حيوية و عزم وقوة.