اختلف عدد من الخبراء فى تحديد الطريقة التى يمكن أن تتعامل بها مصر مع ايران، ففى حين أكد البعض على ضرورة العمل على إنشاء تحالف إيرانى مصرى تركى لمواجهة الامتدادات الأمريكية والإسرائيلية، بينما أكد آخرين أن الأسلوب الأمثل هو أن تبتعد مصر عن طهران.
السفير محمود شكرى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أكد خلال ورشة العمل المغلقة التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة حول العلاقات المصرية الإيرانية، أن الوقت الحالى يحتاج إلى إعادة تقيم العلاقات ما بين القاهرة وطهران، على أن تعمل العاصمتان بالتنسيق مع تركيا على مواجهة أية تهديدات تواجها منطقة الشرق الأوسط، وهو الرأى نفسه الذى ذهب إليه السفير أحمد الغمراوى، رئيس جمعية العلاقات المصرية الإيرانية، الذى قال إنه استمع إلى مسئولين إيرانيين من بينهم على لاريجانى رئيس مجلس الشورى عن رغبتهم فى تقوية العلاقات مع مصر، مشيراً إلى أن لاريجانى قال له إن لإيران إستراتيجيات فى المنطقة، وإذا أرادت مصر أن تقتسم هذه الإستراتيجيات مع إيران فليس لديهم مانع.
الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية، والدكتور حسن أبو طالب الخبير بمركز الأهرام للدراسات، كانا من أصحاب الاتجاه نحو استمرار تجاهل مصر لإيران، مؤكدين على أن طهران مطامع فى المنطقة، وأنها تتعامل بطريقة مستفزة تجاه دول المنطقة.
وأكد أبو طالب أن إيران دولة إقليمية، لكن الخلاف حول حجم هيمنتها فيما يتعلق بسياساتها الإقليمية فى الشرق الأوسط، فهى دولة تتوافر لها أدوات لا تتوافر لكثير من البلدان الأخرى، وأهمها المكون الدينى الشيعى، فهى متأثرة ببنية النظام الإسلامى الذى به جزء إقصائى، وهو ما يظهر من تحجيم مشاركة السنة فى العملية السياسية الداخلية الإيرانية، رغم أنهم يمثلون حوالى 20% من السكان، وإقصاء أى كائن لا يقبل بولاية الفقيه.
وأشار أبو طالب إلى أن استسلام الحوثيين فى حربهم الأخيرة جاء كنتيجة، لأنهم حاولوا لعب لعبة أكبر من حجمهم داخل اليمن وفى حدود المنطقة، حينما تصوروا أن توريط السعودية سيؤدى إلى إشعال المنطقة، وإشعال أزمة كبيرة تستدعى التدخل الدولى، وقال إن استسلام الحوثيين يؤكد على أن هناك حدود معينة للعبة، مؤكداً على أنه رغم المشكلات التى يعانى منها النظام اليمنى، إلا أنه لن يسقط بالطريقة التى يريد الحوثيين أن يلعبوا بها، لسبب بسيط، وهو أن المكون الدينى المذهبى أصبح عامل قيد على الحوثيين، فما حدث يؤكد على أن هناك حدا لاستخدام الدين وإيران فى اللعبة الإقليمية.
وأشار أبو طالب إلى أن الحديث عن تراجع دور مصر الإقليمى لصالح إيران هو حديث يجانبه الصواب، لأن مصر منذ أن وضعت الأساس الإستراتيجى للمنطقة بوضع بذرة التسوية منذ عام 1977، وهى مستمرة حتى الآن، رغم الضغوط التى مورست ضدها، والعقبات التى تحاول دولة مثل إيران وضعها أما التسوية، لكنها لم تقدم البديل حتى الآن.
الباحث بمركز الأهرام للدراسات محمد عباس ناجى الذى تناول فى الورشة الورقة الأساسية للحوار، أكد على أن إيران أصبحت رقما مهما فى معظم الملفات الإقليمية، إن لم يكن فى مجملها، سواء لمحاولتها تبوء مكانة إقليمية عبر مد نفوذها داخل دول الجوار، أو لجهة استنفار قوى دولية وإقليمية عدة لمنع إيران من تحقيق هذا الهدف، لافتاً إلى أنه لا يمكن التهويل من خطر التمديد الإقليمى لإيران، مع الوضع فى الاعتبار أن إيران دولة من دول العالم الثالث تعانى من أزمات داخلية مستفحلة، لا تستطيع معه تكوين ما يسمى بالهلال الشيعى.
وقال عباس إن تحرك إيران على الساحة الإقليمية أسفر عن نتيجتين، الأولى توتير العلاقات مع معظم الدول العربية التى اتهم بعضها إيران بالسعى إلى إقامة هلال شيعى يمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وينتهى فى فلسطين، وتعرض إيران لعزلة دولية وإقليمية بسبب طموحاتها النووية والإقليمية، والثانية، تصاعد الدور السياسى الخارجى لبعض المؤسسات الرسمية الإيرانية مثل الحرس الثورى (الباسدران)، وتأسيس شبكة اتصالات وعلاقات واسعة مع العديد من المنظمات الراديكالية الموجودة فى المنطقة، خاصة "حزب الله" اللبنانى وحركتى "حماس" و"الجهاد الإسلامى" الفلسطينيتين، مشيراً إلى أن إيران وجدت فى مشروع تأسيس الشرق الأوسط الإسلامى إطارا عاما يمكن من خلاله تحقيق أهدافها فى التمدد والهيمنة الإقليمية.
اختلفوا حول تحديد علاقة مصر مع إيران..
خبراء يدعون لقيام تحالف مصرى إيرانى تركى
الجمعة، 12 فبراير 2010 05:01 م
السفير محمود شكرى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة