أكد الناقد د.محمود الضبع، على أن "التطور الحقيقى لقصيدة النثر ظهر مع جيل التسعينات، رغم أنهم كانوا على هامش الحياة الثقافية". جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الخميس بنادى دار العلوم بالتوفيقية، وذلك لمناقشة كتاب "العبارة والرؤيا" للناقد د. عبد العزيز موافى، والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، وناقشه د. محمود الضبع، وأدار الندوة الشاعر والناقد أحمد حسن.
بدأت الندوة بالحديث عن قصيدة النثر، وأن جيل السبعينات فى مصر كتب قصيدة التفعيلة ولكن جيل التسعينات خلق تطورا فى شكل كتابة القصيدة، وكان على جيل السبعينات والثمانيات إما أن يتقبلوا هذا الشكل الجديد أو يرفضوه، فتقبلوه وحدث تحول فى شكل كتابة القصيدة.
ثم أوضح الضبع "أنه ليس من المهم أن نحدد منْ سبق الآخر، وإنما نعرف إلى أى مدى استطاعت الأجيال الأدبية أن تتفاعل مع بعضها البعض وكيف تطور شكل القصيدة، مؤكدا على ضرورة ألا نفهم الأمر على أنه صراع بين الأجيال أو صراع بين الأشكال، وإنما على أنه تتابع للأجيال يعبر فيها كل جيل عن وعيه الجمالى.
أوضح الضبع فى مناقشته للكتاب أن "الكاتب بذل جهدًا كبير فى محاولته لتقديم مفهوما لفن الشعر"، مشيرا إلى "أن الواقع ينفى وجود مفهوم واحد للشعر، وإنما هناك مفاهيم متعددة".
وانتقد "الضبع"محاولة الكاتب اختراع مصطلحات بعيدة عن النقد الأدبى والثقافة الأدبية، وكان يمكن لها أن تكون مرتبطة بما حاول تقديمه لو اشتغل عليها الكاتب أكثر من ذلك، ولكنه لم يربط بينها وبين رؤيته للشعر، وضرب مثلا بمصطلح "العصف الذهنى" الذى ينتمى إلى علم النفس التربوى، وكذلك "الشعر الشخصى" الذى وصفه الضبع بالمفهوم المراوغ، حيث حاول الكاتب أن يقدم لهما رؤية خاصة، ولكنه عجز عن ذلك.
وتابع: "أما معالجة موضوع الخيال الشعرى فى الفصل الثالث من الكتاب فيحتاج للكثير من التدقيق، وبخاصة أنه يعود بنا إلى أفكار وكتابات مهمة فى التراث العربى مثل نظرية التخييل عند حازم القرطاجنى التى يقدم فيها تصورًا مكتملاً لمفهوم التخييل فى الشعر والأدب عمومًا.
وأضاف أن "الكتاب يدور حول الكثير من القضايا دون أن يتعمق فيها، فيقدم تصورات خاصة جدًا ويعمل على تعميقها فى كتابه".
