مناظرة منتدى الشرق الأوسط تتحول إلى معركة إسلامية مسيحية علمانية.. العلمانيون يدعون لحصر الدين فى المساجد، والإسلاميون يدعون للعزلة بين المسيحيين والمسلمين حفاظاً على الثوابت

الخميس، 11 فبراير 2010 03:00 م
مناظرة منتدى الشرق الأوسط تتحول إلى معركة إسلامية مسيحية علمانية.. العلمانيون يدعون لحصر الدين فى المساجد، والإسلاميون يدعون للعزلة بين المسيحيين والمسلمين حفاظاً على الثوابت جانب من المنتدى
كتبت ناهد نصر - تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحولت المناظرة التى جرت مساء أمس الأربعاء، بين الدكتور عبد الله شلبى أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، وممدوح الشيخ الباحث والكاتب الإسلامى برعاية منتدى الشرق الأوسط للحريات إلى جدل بين الشيخ وجمهور الحاضرين، الذين لجئوا إلى مقاطعته عدة مرات بسبب دفاعه عما وصفه باضطهاد الأقلية المسلمة فى أوروبا، مما صعب الموقف على أشرف راضى الباحث السياسى الذى كان يدير الجلسة فى السيطرة على هجوم الحاضرين على الشيخ.

المناظرة التى حملت عنوان "الإسلاميون وقبول الآخر غير المسلم"، بدأها الدكتور عبد الله شلبى باستعراض الأحكام التى تطرحها الحركات الإسلامية الجهادية فى علاقتهم بالمسيحيين فى مصر. مشيراً إلى أن جميع الحركات الإسلامية الجهادية استندت إلى استخدام تفسيرات معينة للنصوص فى التراث الإسلامى وردت فى ظروف تاريخية معينة، ليست بالضرورة صالحة للوقت الحالى. وهى نصوص تقرر كفر اليهود والنصارى معاً. واستعرض شلبى فتاوى ابن تيمية، وابن الجوزى، وأبو الأعلى المودودى، وسيد قطب، ومصطفى مشهور، التى حددت موقف المسلمين من غير المسلمين فى الوقت الحالى وفى الدولة الإسلامية المزمعة، والتى تلخصت فى عقد الذمة، وليس عقد المواطنة. مشيراً إلى أن تلك الفتاوى فرضت تحصيل الجزية من المسيحيين، وإجبارهم على عدم المجاهرة بشعائرهم، وعدم التوسع فى بناء الكنائس، أو رفع صوت الأجراس، وأن تعلو كنائسهم على مآذن جوامع المسلمين، وحرمانهم من تولى أى مناصب فى الدولة، أو الجيش. وقال سيد قطب دعا إلى تدمير الكنيسة القبطية، والجماعة الإسلامية فرضت عقوبات على "النصارى" تتراوح بين المصادرة والقتل أو الاثنين معاً.

وقال إن المسيحيين فى مصر يعيشون عبر أربعة عقود فى ظل "عقد الذمة" التى تنتقص من حقوقهم فى المواطنة، وتجعل "تدمير الكنائس، والسطو على ممتلكات النصارى واجب وفرض عين على كل مسلم لأن أموالهم غنائم لنا"، واختتم شلبى كلمته بالقول إن "العقل فى مصر أصبح من أسلحة الدمار الشامل المحرم استخدامها فى ظل الاستبداد السياسى والدينى" وضجت القاعة بالتصفيق الحاد قبل أن ينتقل المايكروفون إلى ممدوح الشيخ الذى وصف كلمة الدكتور عبد الله شلبى بأنها تضمنت الكثير من المغالطات التى لا يجوز أن يقع فيها باحث أكاديمى.

وتحدث الشيخ عن أن مشكلة الأقباط فى مصر هى أن نفوذهم الاقتصادى لا يتناسب مع كونهم أقلية عددية، كما لا يتناسب مع وضعهم السياسى غير المتحقق. وقال "هذا إطار فرض علينا منذ ثورة يوليو لأن حكم العسكر ضرب الجميع بالجزمة، من كل التيارات"،
ورد عليه أشرف راضى قائلاً إن ممدوح الشيخ يعبر عن موقف الإسلاميين الذين يصنعون من الغرب عدواً رغم أنه استطاع التعامل مع الدين بشكل نقدى، مشيراً إلى أن المجتمع الإسلامى تاريخيا استوعب الأقليات، لكن العداء ضد الغرب ظل قائماً. وأضاف أن النظام منذ سنة 52 مسئول عن جزء كبير مما نحت فيه، لكن المشكلة الأكبر هى أن هذا النظام يعتمد على أيديولوجية إسلامية بالأساس، وما قاله الدكتور عبد الله شلبى ليس قاصراً على الفكر الجهادى، وإنما على ثقافة رجل الشارع المسلم الذى يتألم من بناء المسيحى لكنيسة.

وقال "إذا كانت الدولة تنحاز لدين معين كدينها الرسمى، فهذا يعنى أن كل من هم خارج هذه الديانة ليسوا جزءاً من الدولة وهذا يضرب مفهوم المواطنة فى الصميم". واتهم الدكتور عبد الله شلى ممدوح الشيخ بأنه عمد إلى تحويل مسار الحوار وتحريف مجراه، مشيراً إلى أن طريقة تأويل النص الدينى هو المسئول عما نعانيه فى مصر من صراع دينى، مشيراً إلى أن مصر تعانى من تدين زائف، وشكلى فالذين يثورون على تحول مسلم إلى المسيحية أو العكس لا يثورون على نهب أقوات الشعب، والفساد. وقال إن هناك جانبا مسكوتاً عنه فى التاريخ وهو أن عمرو بن العاص قال للمسيحيين "إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثر عليكم وإن خف عنا خفف عنكم"، مشيراً إلى أن العلمانية ضرورة لأن بقاء الأمور فى الإطار الدينى سيكرر مذبحة نجع حمادى.

وقال "يجب حصر الدين فى النطاق الخاص، وإبعاده عن المجال العام"، ودافع عن العلمانية قائلاً إنها ليست تراثا غربيا بل تراثا إنسانيا بدأه ابن رشد الفيلسوف المسلم. وأشار إلى مشكلة زواج المسلمات من غير المسلمين، قائلاً إن شيخ الأزهر جاد الحق على جاد أفتى بأن "أهل الكتاب هم من الكفار يتمتعون بالذمة والأمانة ويقرون على كفرهم بشرط بذل الجزية، والالتزام بأحكام الإسلام فى الإدارة، والغرض من الجزية عدم تكليف غير المسلمين بالقتال"، مشيراً إلى أن أساس وجود المسيحى فى رأيه هو عقد الذمة وليس المواطنة. كما أشار إلى أن الرأى نفسه تبناه مصطفى مشهور فى مرشد الإخوان فى التسعينيات، وحذى حذوه القرضاوى ومحمد عمارة.

ورد ممدوح الشيخ بأن زواج المسلمة من غير المسلم منهى عنه نهياً قطعياً، وأن النقاش فى هذا الأمر لا معنى له، وقال "أفضل العزلة بين المسلمين والمسيحيين على أن يطلب منى أن أتخلى عن ثوابتى الدينية فى سبيل التعايش"، وهاجم موقف العلمانيين من الحكم بتفريق الدكتور نصر حامد أبو زيد عن زوجته، وقال "لماذا تغضبون من قاضى مسلم طبق الشريعة الإسلامية على المسلمين".

وأضاف أنه لا يوجد صراع دائم بين المسلمين والمسيحيين فى مصر منذ دخول الإسلام إلى مصر، وإذا كان المسيحيون يطلبون منا التنازل عن ثوابتنا فيمكننا أن نطلب منهم نفس الشىء، وقال "معيار المساواة الغربى لن يحكمنى لا الآن.. ولا غدا.. ولا فى أى وقت"، وقال قبل أن تتحدثوا عن الفتنة فى الصعيد اسألوا أنفسكم لماذا لم يطالب أحد بنزع السلاح غير الشرعى فى الصعيد.

وقال "لا تطلبوا من شخص أمى، يحمل من التعصب أكثر من التدين، ويخبئ رشاشات تحت السرير أن يتعامل بتسامح مع جاره المسيحى إذا حدثت بينهم مشكلة"، مشيراً إلى أن مشكلى الفكر الجهادى الذى حلل قتل المسيحيين، أنه يجعل ابن تيمية فى منزلة أهم وأكبر قداسة من النص الدينى نفسه. وقال إن الأقلية عليها قبول الأغلبية، وألا تظن نفسها أنها تحولت إلى فيتو فى المجتمع، وقال "مصر ليست لبنان ولا العراق"، مشيراً إلى أن أفضل نموذج للدولة هو النموذج الأمريكى الذى يجاهر فيه الرئيس بمسيحيته، رغم وجود أقليات دينية كثيرة.





















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة