إذا كانت الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فإن الجنة هى تاج من هم من أصحاب البلاء، هذا ثواب منَّ الله ، فكانوا هم أرفع الناس مقاماً فى الآخرة وأعلاهم فى المنزلة إلا أنهم فى الدنيا أقل الناس مرتبة وأحقرهم شأنا، هذا ما وجدناه فى مجتمعنا نلتمسه بعين الحسرة والألم..
قالوا لنا حقوقاً وكانوا أول سالبيها قالوا نحن أسوياء مع الأصحاء وكانوا أول من رمقونا بأعينهم فنسفت أعينهم قلوبنا نسفا، وهذه صرخة خرجت من قلبى لتدوى فى سماء الصمت عسى أن تنقشع غمامة الظلم ونرى الحق ينبثق ليضئ حياتنا من جديد وأنادى بأعلى صوت ياأيها المسئولون رحمةً ورفقاً بمن اختارهم الله من أصحاب الجنة أرفقوا بحالنا ارحموا من فى الأرض يرحمكم رب السموات والأرض..
أود أن أفتح قلبى فى هذه السطور لأتحدث عن مشكلة من أهم المشكلات التى يغفل عنها المجتمع المصرى بل ويتجاهلها، ألا وهى مشكلة العمل بالنسبة للمكفوفين ويسرنى أن أتحدث بلسان جميع المكفوفين بما أنى واحدا منهم أشعر بما يشعرون به ويتمزق كبدى لما نحن فيه من حرقة وتجاهل ينبعث من نظرة المجتمع لنا التى سادت منذ الأزل، يرى فينا عجزاً لا ينتهى مداه ولا ينضب بحر ظلمات الجهل به وبإمكانيات و طاقات كفيف البصر من استخدام التقنيات العلمية المتاحة للمبصر عن طريق الكمبيوتر وكانت وما زالت كما هى لا تتغير..
ألسنا بشر مثلكم يا مسئولون وواضعو القرار..لماذا هذه النظرة القاسية علينا
و لماذا هذا الجهل التام بقدرات الكفيف
هل ذنبنا أننا خُلقنا معاقين
وإن كان ذنبا ...... من وجهة نظركم أنتم
أما نحن فلا والله نحن نفخر بذلك
هذه نعمة من عند الله
أما قال عز جلاله
"إنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التى فى الصدور "، صدق الله العظيم
وجاء عن رب العزة سبحانه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنه قال
"من فقد إحدى حبيبتيه دخل الجنة"،
وفى رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم
من فقد "إحدى حبيبتيه فصبر فالعوض عنهما الجنة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة جل جلاله..
الأستاذ الدكتور رئيس الوزراء
أين نحن من حساباتكم
أين نسبة الخمسة فى المائة المخصصة لنا
أما أصبحنا ندخل الجامعات ونتفوق على من تطلقوا عليهم الأسوياء
أما أصبحنا نرتقى أعلى الدرجات العلمية
لقد أصبحنا نستخدم الكمبيوتر ببراعة
وأصبحنا نشارك فى كل شيء .. الأدب .. الكمبيوتر .. الرياضة .. حتى السباحة.
أما كان طه حسين عميداً للأدب العربي.
اسمحولى أن أحكى عليكم قصتى فى عجالة
أنا يا سادة بنت عادية مثل كل البنات
من الله على بنعمة فقدان البصر، طالما أن الجزاء الذى وعدنا به الله هو الجنة فعلا فهو نعمة من الله ** منذ صغرى
والحمد لله حفظت القرآن الكريم
ودخلت المدرسة وتدرجت فى التعليم بكل مستوياته إلى أن التحقت بالجامعة مثلى مثل أى بنت عادية..
التحقت بقسم الوثائق والمكتبات كلية الآداب
وكان هذا القسم من الأقسام المحرمة على المكفوفين
مثلما حرم علينا أشياء كثيرة ** لا عجب من الجهل بقدرات الكفيف **
منها أننا عند الالتحاق بالجامعة علينا أن نختار من بين عدة أقسام قليلة جدا نظرية،
لأنها من وجهة نظر المسئولين هى المناسبة لنا فقط مثل
قسم اللغة العربية وقسم علم الاجتماع وقسم الفلسفة وقسم التاريخ
ألسنا من حقنا أن نختار القسم الذى نرى أنفسنا فيه
علامات استفهام كثيرة جدا أود أنا أجد لها إجابات
المهم، والمثير فى قصتى برغم ما لاقيت من صعوبة فى الالتحاق بالجامعة اكتشف المسئولون أننى التحقت بقسم
قسم وثائق ومكتبات ** سهوا منهم وحظا موفق لى ** رفضوا بشدة وصمموا على نقلى إلى قسم آخر وكنت حينها فى السنة الثانية فى الجامعة،
إلا أننى وضعت نفسى فى تحدِ معهم
والحمد لله انتهيت من الدراسة بالجامعة والتحقت بالدراسات العليا،
وحينما أردت أن أشعر بأنى مخلوق يريد أن يشعر بكيانه فى المجتمع
تقدمت لمكتب العمل للحصول على وظيفة، صدمت بالحقيقة المرة
فقد وجهنى مكتب العمل للعمل ببنك التنمية والائتمان الزراعى و ذلك بأحقيتى بالعمل به طبقا لقرار تعيين المعاقين بنسبه الخمسة فى المائة من إجمالى عدد الموظفين.
نظرا لأنى أجيد استخدام الحاسب الآلى إجادة تامة
فأنا حاصلة على شهادة الأفس بدرجة امتياز وكذلك شهادة البرمجة
وشهادة ال icdl
وعدة دورات أخرى متنوعة فى مجال الحاسب الآلى ومجالات أخرى
إلا أننى فوجئت برد المسئولين
نحن لدينا عمالة زائدة هناخد المعاقين كمان ......آآآآآآآه على الصدمة حين قالها فى وجهي
وبأن الشئون الاجتماعية أمرتهم بعدم قبول المعاقين
وللأسف تكرر هذا الكلام فى كل الجهات التى توجهت إليها للبحث عن العمل بالنسبة المخصصة لنا..
بالله عليكم يا سادة: ماذا نعمل بعد كفاح سنين فى الجد والاجتهاد والدراسة، على أمل أننا سنحصل على أبسط حقوقنا فى الحياة
وهى تغيير نظرة المجتمع لنا و من بيده قرار التوظيف،
يجب إعطاؤنا الفرصة ثم بعد ذلك الحكم علينا
فحينما نفشل يا سادة يحق لكم أن تجعلوا كل معاق مخلوق على الرف،
إننا لا نطلب إلا حقنا نطلبه بعزة وشرف
ولكم جزيل الشكر
كتب بواسطة.
فتاة طيبة ذكية اسمها شيرين وتنتظر منى رد
صورة أرشيفية