فى إطار اهتمام الصحافة العالمية بخبر حملة اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، ذهبت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن السلطات المصرية، من خلال هذه الموجة الجديدة من الاعتقالات، تحاول إضعاف الحركة الإسلامية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.
تقول الصحيفة، إن السلطات المصرية لا تنوى التخفيف من الضغط على جماعة الإخوان المسلمين، التى تمثل جبهة المعارضة الرئيسية للحكومة داخل البرلمان وخارجه، والدليل على ذلك هو اعتقال محمود عزت وعصام العريان يوم الاثنين".
وتضيف الصحيفة أن حركة الإخوان المسلمين باتت أكثر ضعفا من أى وقت مضى نتيجة تعرضها لقمع شديد منذ النجاح الذى حققته فى الانتخابات الأخيرة عام 2005 وحصولها على 88 مقعداً داخل البرلمان المصرى، والذى يمثل أفضل نجاح لها منذ إنشائها فى عام 1928، ونتيجة ما ترتب على موجات الاعتقالات من فوضى فى التنظيم داخل الحركة وأيضا نتيجة الخلافات حول الإستراتيجية التى يتوجب عليها تبنيها فى ظل هذه الظروف، لاسيما فيما يتعلق بأحزاب المعارضة الأخرى.
وتذكر الصحيفة أن تولى مرشد جديد لقيادة حركة الإخوان، وهو المحافظ محمد بديع، والذى جاء بعد عملية انتخابية مبهمة للغاية ومنتقدة داخل الحركة، قد فسرها المحللون السياسيون باعتبارها مؤشراً لتركيز الإخوان من الآن فصاعدا على الدعوة الدينية، وذلك على حساب العمل السياسى "هذا حتى لو كانت جماعة الإخوان تعتزم المشاركة فى الانتخابات التشريعية المقبلة"، الأمر الذى يعد عودة إلى الاستراتيجية التى مثلت على مدى فترة طويلة نهجا للحركة، لاسيما وأن أسلمة المجتمع كانت لتؤدى إلى سقوط السلطة مثل "ثمرة ناضجة".
وقد أعلن محمد بديع منذ انتخابه أنه ينتمى إلى الإسلام "المعتدل" الذى ينتهجه الأزهر، حين قال إن الإخوان على استعداد ليصبحوا جنودا مسئولين عن نشر الصورة الحقيقية والصحيحة للإسلام، محذرا أنه حينما تم منعهم من لعب دورهم فى نشر الإسلام المعتدل، ترسخ الإرهاب فى مصر، وذلك فى إشارة، كما تقول الصحيفة، إلى الجماعات الإسلامية المسلحة التى نشرت الرعب فى الثمانينيات، وإلى حركة الجهاد المصرية، المسئولة عن اغتيال الرئيس السادات فى 1981 وزعيمها السابق أيمن الظواهرى، الذى أصبح اليوم الرأس المفكرة لمنظمة القاعدة.
أما "الإخوان المسلمين" أنفسهم فقد أعلنوا رسمياً نبذ العنف منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وتشير الصحيفة إلى أن دعوة محمد بديع تلك لم تكن ذات تأثير على النظام المصرى، لاسيما وأنه مع اعتقال محمود عزت "الرجل الحديدى" للحركة، وعصام العريان، أبرز شخصيات الجناح الإصلاحى، فإن الدولة تواصل الضرب بكافة السبل، دون الدخول فى "مواجهة كاملة" مع جماعة الإخوان المسلمين، كما يقول المحلل حسام تمام.
وترى الصحيفة أنه إذا كان إقصاء عزت قد يساهم فى زيادة إعاقة عمل الحركة، فإن إبعاد العريان يهدف بشكل واضح إلى فصلها عن الخارج، إذ أن هذا الأخير، الذى كان المتحدث باسم الحركة حتى انتخاب المرشد الجديد، والذى يجيد اللغة الإنجليزية بشكل تام، كان فى واقع الأمر المتحدث الرئيسى لوسائل الإعلام الغربية خلال الانتخابات الأخيرة، خاصة أن الإخوان كانوا متمسكين بالظهور فى مظهر عصرى وديمقراطى، مؤكده الصحيفة أن هذا الوضع قد يتغير هذا العام.
للمزيد اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
لوفيجارو:النظام المصرى لن يخفف قبضته على الإخوان
الخميس، 11 فبراير 2010 12:31 م
انتقادات عالمية لحملة الاعتقالات فى صفوف الإخوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة